شهدت مصر تظاهرات حاشدة مضادة بين مؤيدي حركة تمرد والمؤسسة العسكرية وبين تلك التي تؤيد حركة الإخوان المسلمين أمس الخميس وتمتد تأثيراتها اليوم. وهذه التظاهرات التي تعتبر الأكثر استقطابا في تاريخ مصر انتهت حتى الآن بحصيلة ثقيلة في عدد الضحايا تتراوح بين38 قتيلا وفق مصادر رسمية وقرابة 70 قتيلا وآلاف الجرحى وفق حركة الإخوان المسلمين، وهذا التطور من شأنه جعل مصر مقبلة على المجهول السياسي.
وانطلقت التظاهرات مساء أمس الجمعة في ميادين متعددة من مدن مصر خاصة في ميدان التحرير في قلب العاصمة القاهرة بينما يعتصم الإخوان في ميدان رابعة العدوية منذ أسابيع مطالبين بعدوة الرئيس محمد مرسي. وتستمر التظاهرات حتى اليوم السبت، وقد تستمر لأيام خاصة تلك التي يشرف عليها الإخوان المسلمون لاسيما بعدما قرر القضاء المصري أمس الجمعة اعتقال الرئيس محمد مرسي رسميا واتهامه بالتخابر مع حركة حماس.
وشارك في هذه التظاهرات الملايين من الجانبين بشكل لم تشهد مصر مثله سابقا بل ومن أكبر التظاهرات في التاريخ نظرا لحالة الاستقطاب القوي وسط الشعب المصري المنقسم انقساما راديكاليا بين مؤيدي إقالة الرئيس محمد مرسي من جهة، والمنحازين للجيش من جهة أخرى. وفي الوقت الذي يعتصم فيه أنصار الإخوان منذ أسابيع، فقد تمت التظاهرات المؤيدة للجيش بطلب من المؤسسة العسكرية، حيث كان القائد العام للمؤسسة العسكرية ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قد طالب من الشعب المصري في خطاب يوم ألأربعاء بالنزول للتظاهر الجمعة لمنح المؤسسات الأمنية والعسكرية تفويضا لمواجهة الإرهاب.
وشهدت بعض التظاهرات مواجهات بدأت في الإسكندرية مساء أمس وامتدت ليلا وانتقلت الى القاهرة في رابعة العدوية حيث استمرت حتى فجر اليوم السبت. وخلفت التظاهرات عشرات القتلى وآلاف الجرحى، ويوجد تضارب في عدد القتلى بشكل كبير. في هذا الصدد، أفادت وزارة الصحة المصرية في بيان لها صباح اليوم السبت بمقتل ثمانية في الإسكندرية و21 في القاهرة وإصابة أكثر من 600 بجروح.
ومن جانبها، نقل موقع قناة الجزيرة نت صباح عن مصادر من حركة الإخوان المسلمين أن عدد القتلى في رابعة العدوية قد وصل الى 120 قتيلا و4500 جريح وهناك احتمال ارتفاع عدد القتلى لأن قرابة خمسين شخصا يوجدون في وضع صحي خطير. لكن حركة الإحوان المسلمين تراجعت في المساء وتحدثت عن قرابة 70 قتيلا.
واتهمت الدولة المصرية حركة الإخوان المسلمين بالكذب والترويع و”المتاجرة بدماء المسلمين”، وهدد وزير الداخلية محمد إبراهيم بفض تجمع رابعة العدوية المؤيد للرئيس المقال بالقوة.
في غضون ذلك، تطالب الكثير من الشخصيات السياسية والدينية ومنها نائب رئيس الجمهورية محمد البرادعي وشيخ الأزهر بالتحقيق في المجزرة التي وقعت فجر اليوم في رابعة العدوية.