يحاول الاتحاد الأوروبي عبر ممثلته في السياسة الخارجية والأمنية كاثرين آشتون لعب دور هام في الأزمة السياسية التي تمر منها في أعقاب إقالة المؤسسة العسكرية للرئيس محمد مرسي. ويأتي دور الاتحاد الأوروبي بسبب غياب وسيط دولي في الأزمة ومحاولة منه تفادي الأخطاء التي ارتكبها إبان اندلاع الربيع العربي رغم وجود مبعوث له في هذا الربيع علاوة على الانعكاسات الخطيرة للأزمة المصرية على الأمن القومي الأوروبي في حالة تدهور الأوضاع.
وفي ظرف أقل من أسبوعين زارت كاثرين آشتون مصر مرتين، وتوجت زيارتها الأخيرة بلقاء الرئيس المقال محمد مرسي ليلة الاثنين الماضي. وبهذا تكون أول مسؤولة أجنبية استطاعت لقاء الرئيس المقال. ويتابع المراقبون وخاصة في الاتحاد الأوروبي الدور البارز الذي تقوم به آشتون في الأزمة المصرية. وهذا الدور يؤكد، وفق بعض التحاليل، محاولة الاتحاد الأوروبي لعب دور في الربع العربي.
ويؤكد مصدر من فريق الحزب الاشتراكي في البرلمان الأوروبي لجردية القدس العربي أن “الاتحاد الأوروبي يعتبر من أهم الممولين لبرامج التعاون مع الدول العربية المطلة على البحر المتوسط، ولدينا مشاريع في إطار برامج متعددة، وعمليا يجب أن نلعب دورا في إيجاد حلول للأزمات لأنها تهم أمننا القومي وإيجاد حل سيشجع على مزيد من التعاون مستقبلا”.
ويأتي هذا الدور الجديد والبارز للاتحاد الأوروبي في الأزمة المصرية عكس الدور الخافت الذي علبه خلال السنتين الأخيرتين بعد اندلاع الربيع العربي. فقد عين الاتحاد الأوروبي مبعوثا خاصا له في الربيع العربي وهو بيرناردينو ليون. لكنه لم يقم بدور يذكر بحكم الاختلاف الكبير بين الدول الأعضاء المؤثرة ولاسيما بين المانيا وحلفاءها في الشمال الذين لا يرغبون في التورط في الربيع العربي وبين فرنسا وبريطانيا أساسا بدعم من اسبانيا وإيطاليا وهي الدول التي نادت بدور في الربيع العربي.
وحول دور الاتحاد الأوروبي، تكتبت الجريدة الألمانية الواسعة التأثير “فرانكفورت ألمنيين زايتونغ” أن وساطة أستون وإن كانت غير حاسمة في الأزمة المصرية فهي مناسبة للغاية، وهذا ما تذهب إليه جرائد أخرى مثل لوموند الفرنسية والباييس الإسبانية.
وتتجلى أهمية وساطة كاثرين آشتون في غياب وسيط دولي في الأزمة المصرية حاليا. في هذا الصدد، يرفض أطراف النزاع أي دور للولايات المتحدة، فحركة الإخوان المسلمين يتهمون واشنطن بالضلوع فيما يعتبرونه انقلابا، بينما حركة تمرد والمؤسسة العسكرية تتساءل حول الدعم الذي قدمته واشنطن الى حركة الإخوان المسلمين خلال السنتين الأخيرتين. وترفض روسيا لعب دور في حل الأزمة، بينما تتبنى الأمم المتحدة دور المتفرج.
وعلاقة بالتطورات السلبية التي قد تشهدها مصر، فالأجهزة الاستخباراتية الأوروبية وخبراء الأمن يعتقدون بضرورة الإسراع في حل الأزمة المصرية لأن انفلاتها من الوضع الحالي وتسجيل مزيد من التوتر والمواجهة سينعكس سلبا على الأمن القومي الأوروبي وخاصة دول الأوروبية في جنوب البحر الأبيض المتوسط مثل قبرص واليونان وإيطاليا.