نفت مصادر سياسية اسبانية وجود مباحثات بين حكومتي الرباط ومدريد حول تعويضات تهم الغازات السامة التي جرى استعمالها في حرب الريف، وأكدت وجود مطالب لجمعيات مغربية وليس السلطات الرسمية. ولا يستقيم وجود مباحثات مع خطاب الحزب الشعبي الحاكم في الرباط الذي يصر على تمجيد الماضي الاستعماري.
وكانت الوزيرة المنتدبة في الخارجية، امباركة بوعيدة قد أكدت في تصريحات في البرلمان يوم 16 ديسمبر الماضي عن وجود مفاوضات مع اسبانيا وتجري في إطار من المسؤولية ودون علانية.
وبعد مرور قرابة ثلاثة أشهر، لا يظهر أثر لهذه المفاوضات أو المباحثات بل لا يوجد طلب مغربي رسمي في هذا الشأن. وتنفي مصادر سياسية مقربة من حكومة مدريد لألف بوست وجود مفاوضات من هذا النوع أو أن تكون حكومة الرباط قد تقدمت بطلب في هذا الشأن. وتعترف هذه المصادر بوجود رسائل وتقارير وجهتها جمعيات مغربية غير حكومية الى حكومة مدريد وكذلك الملك فيلبي السادس تطالب فيها بفتح التحقيق في ملف الغازات السامة التي يعتقد في استعمالها في الريف. ومن ضمن هذه الرسائل أو الطلبات تلك التي بعث بها رشيد الراحا رئيس التجمع العالمي الأمازيغي مؤخرا الى الملك فيلبي السادس.
وترفض كل حكومات مدريد التي تناوبت على السلطة الاعتراف بملف الغازات السامة التي استعملها الجيش الإسباني سنة1925-1926 في الحرب ضد ثورة الريف بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي.
في الوقت ذاته، ترفض حكومة مدريد الحالية فتح ملف سبتة ومليلية بل وانتقلت الى تمجيد الحرب الإسبانية ضد الريف من خلال توشيح تذكاري لجنود كتيبة ألكنترا للخيالة بوسام سان فيرناندو ساهموا في معارك شهيرة في الريف. واشترطت حكومة مدريد على الرباط تجميد ملف سبتة ومليلية إذا أرادت علاقات مستقرة وبدون توتر.
ويبقى قول وزارة الخارجية المغربية بوجود مفاوضات حول الغازات السامة مثيرا للتساؤل بحكم تناقضه مع موقف المغرب تجاه سبتة ومليلية والعمل على عدم إثارة قلق حكومة مدريد حول هذا الملف.