تعيش جمهورية إفريقيا الوسطى وضعا مأساويا في ظل التصفية العرقية التي يتعرض لها مسلمو هذا البلد، وتوجه انتقادات قوية لدور غامض لفرنسا التي أقدمت على تجريد المسلمين من الأسلحة دون غيرهم من باقي الاثنيات وخاصة المسيحية. ومن شأن هذه التطورات أن تؤثر على صورة المغرب الذي أرسل قوات سلام الى هناك دون تقديم توضيحات حول دورها حتى الآن.
وحذّرت المنظمة الحقوقية هيومن رايت ووتش منذ يومين من تصفية إثنية يتعرض لها المسلمون في هذا البلد الإفريقي، وبدورها تندد منظمة العفو الدولية اليوم بالمجازر التي يتعرض لها المسلمون في جمهورية إفريقيا الوسطى، مشيرة الى عجز القوات الدولية على وقف هذه المجازر.
وبدوره اعتبر المفوض الأممي المكلف باللاجئين أنتونيو غوتيرريس في تصريحات للقناة الفرنسية فرانس 24 أن ما يجري هو تصفية إثنية خطيرة ضد المسلمين
ويؤكد جوان مارينير مستشار منظمة العفو الدولية أن “ميلشيات إنتي بلاكا (مسيحية) تزرع الرعب بهدف تصفية إثنية للمسلمين في جمهورية إفريقيا، والنتيجة نحن نشاهد نزوح جماعي لم يسبق له مثيل”. وينتقد القوات الدولية وعلى رأسها الفرنسية التي لم تقم بأي تحرك لمواجهة هذه التصفية العرقية، حيث لا تواجده مليشيات أنتي بلاكا.
ويوجه المسلمون انتقادات قوية الى فرنسا لأنها أقدمت على تجريد أعضاء تنظيم “سليكا” الذي يمثل المسلمين من الأسلحة ولم توفر للمسلمين الحماية. وكانت جريدة لوموند قد كتبت كثيرا حول هذا الموضوع.
وهناك تسؤلات كثيرة حول الدور الفرنسي، فقد أعلنت فرنسا عبر الأمم المتحدة أنها ستتدخل في جمهورية إفريقيا الوسطى لتفادي وقوع جرائم ضد الإنسانية، ولكن ما يقع حاليا هو جرائم تصفية إثنية على شاكلة ما جرى في منطقة البلقان.
ويساهم المغرب في القوات الدولية، حيث نسق مع فرنسا إرسال قوات عسكرية، ولم توضح الدولة المغربية هل القوات المغربية تعمل تحت إمرة القوات الفرنسية أم لا، ومكان تواجدها وكذلك دورها في حناية المسلمين.
وكانت ألف بوست في مقالات سابقة قد كتبت أن مشاركة المغرب الأكثر حساسية مقارنة مع باقي مشاركتها الأممية في نزاعات سابقة مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو.
وتتجلى هذه الصعوبة في كون المغرب ينسق أساسا مع فرنسا ويكاد يتبنى سياستها في إفريقيا الوسطى، كما تتجلى في كون الجنود المغاربة ينتمون الى دولة مسلمة، ويبقى وقوع مجازر التصفية الإثنية في وقت تراقب القوات الدولية ما يجري بدون تدخل سينعكس سلبا على صورة المغرب.