بعد الصين وكوريا الجنوبية وإيران، ثلاث دول من الشركاء الرئيسيين للمغرب تشهد ارتفاعا مقلقا بل وخطيرا لوباء كورونا فيروس وهي إيطاليا وفرنسا واسبانيا، مما سينعكس على المغرب سلبا بشكل كبير ويضع اقتصاد البلاد في وضع صعب للغاية.
فقد أصبحت إيطاليا مصدر القلق العالمي بعدما اقترب عدد المصابين من ثمانية آلاف وعدد الوفيات ما يناهز 450، واضطرت الدولة الى فرض الحجر الصحي على شمال البلاد وهو ما يشمل 16 مليون شخصا. وقد ارتفع العدد في فرنسا الى 1200 ب 21 وفاة، بينما في اسبانيا، فقد انتقل عدد المصابين من أمس الأحد الى ليلة الاثنين بحوالي 500 حالة ليصبح المجموع أكثر من ألف مصاب وأكثر من عشرين وفاة.
وتعد الدول الثلاث الشريك الاقتصادي الرئيسي للمغرب على مستوى الاستثمارات والمبادلات التجارية سواء التصدير والاستيراد، حيث قرابة 50% من مبادلات المغرب التجارية تحدث مع هذه الدول. ومن جهة أخرى، تحتضن هذه الدول جالية مغربية تقدر بقرابة أربعة ملايين مغربي، اي حوالي 70% من مغاربة الخارج.
وتعيش الدول الثلاث وضعا صعبا بعد انهيار البورصة وتوقف قطاعات ومنها تراجع الاستهلاك سوى الأساسيات، وبدأت حركة السياحة نحو الخارج تتوقف وانهارت بأكثر من 50% ومرشحة للانهيار بشكل كامل إذا تفاقم الوضع خلال الأيام المقبلة وليس فقط الأسابيع. فقد أعلن مدير المنظمة العالمية للصحة تيدروس أدهانوم الاثنين من الأسبوع الجاري تحول الفيروس الى وباء عالمي وإن كان يمكن السيطرة عليه.
وبدأ المغرب يتأثر بشكل كبير للغاية بأزمة كورونا فيروس، فقد تراجعت السياحة بشكل مقلق في وقت وجيز للغاية، لأن الدول الثلاث هي الأسواق الرئيسية الثلاث للسياحة المغربية، وهذا الزبون الأوروبي يتراجع ويفضل البقاء في بلاده في ظل الأبعاد التي يتخذها كورونا فيروس في أوروبا. وقد أعلنت حكومة إيطاليا ضرورة وقف السفر بين مدن إيطاليا، بينما فرنسا تنصح مواطنيها بعدم السفر الى الخارج.
وهطذا، ستتراجع عائدات السياحة وسيتطلب الأمر شهورا لاستعادة الوضع كما كان عليه حتى بداية يناير الماضي. في الوقت ذاته، ستتراجع تحويلات المهاجرين المغاربة بسبب الأزمة التي بدأت تلوح في الأفق في الدول الأوروبية، علما أن نسبة هامة من المغاربة تعمل في قطاع الخدمات السياحية والفندقية والأعمال الصغيرة في أوروبا.
كل هذا قد يجر الى الحديث هن احتمال تراجع حقيقي في النمو الاقتصادي وقد يكون سلبا، مما سيؤدي الى احتمال تراجع الناتج الإجمالي القومي بما بين نقطتين الى أربع، وما قد ينقده من التراجع هو تراجع فاتورة المحروقات بعد تراجع النفط في الأسواق الدولية ابتاءمن الاثنين من السبوع الجاري.