تحتضن مدينة برشلونة شمال شرق اسبانيا اليوم “المنتدى الإقتصادي لغرب البحر الأبيض المتوسط” والتي تضم دول 5 زائد 5 في محاولة لتحريك العلاقات بين ضفتي المتوسط غربا في أعقاب جمود تسجله منذ اندلاع الربيع العربي والذي يحتم دينامية جديدة لتحريك هذه العلاقات.
ويحضر في هذا المنتدى وزراء خارجية الدول الأعضاء في 5 زائد 5 وهم المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا وعن الجانب الأوروبي، البرتغال واسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا، ويرأس الاجتماع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي. كما يحضره ممثلون عن شركات وهيئات استثمارية ورجال أعمال. ويشارك وزير الخارجية المرغبي صلاح الدين مزوار في اللقاء، وهو أول نشاط دبلوماسي له في الخارج بعد توليه المنصب.
ومجموعة 5 زائد 5 تضم الدول المذكورة والتي تحاول أن تنسق في قضايا تهم شعوب هذه الدول، وهذه المبادرة تعود الى سنوات ولكنها ركزت أساسا على ما هو أمني حيث أن أغلب اجتماعات هذه المجموعة ركزت على موضوع الهجرة السرية التي شكلت نقطة رئيسية واستراتيجية في أجندة العلاقات المغاربية-الأوروبية، بينما جرى تهميش قطاعات أخرى مثل الثقافة والاقتصاد.
ويعتبر لقاء اليوم الأربعاء في برشلونة، اللقاء أو المنتدى الاقتصادي الأول من نوعه الذي سيحاول تطوير عمل هذه المجموعة لاسيما في ظل الانتقادات التي جرى توجيهها له بتركزيه على ما هو أمني. ويرى الخبراء في العلاقات الأوروبية-المغاربية أنه في أعقاب الربيع العربي وما حمله من تطورات أبرزها وصول سلطات جديدة الى الحكم في ليبيا وتونس وقوة الرأي العام في دول مثل المغرب والجزائر، أصبح من الضروري البحث عن آليات جديدة لتطوير العمل والتخلي عن الصيغ الكلاسيكية التي حكمت بعدم النجاح على التعاون الأوروبي-المغاربي أو التعاون بين ضفتي المتوسط عموما.
وعمليا، لا ينتظر الكثير من اجتماع اليوم من الناحية الاقتصادية بحكم أن أشغاله تتزامن والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها الدول الأوروبية جنوب أوروبا وخاصة إيطاليا واسبانيا والبرتغال، حيث لا يمنكنها تقديم دعم مالي للجنوب. ويبقى الرهان على دور لشركات الطرفين لتطوير العلاقات الاقتصادية.
ورغم أن الأمر يتعلق بالاقتصاد، فقد نقلت وكالة أوروبا برس عن مصادر دبلوماسية أن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي سيطرح اليوم ملف الهجرة السرية لاسيما في ظل ارتفاع الهجرة السرية في مضيق جبل طارق ومن سواحل ليبيا وتونس نحو سواحل إيطاليا والتي خلفت مآسي حقيقية خلال الشهر الجاري لاسيما في جزيرة لامبيدوسا.
وعلى هامش هذا اللقاء، سيبحث وزير الخارجية المغربي الجديد صلاح الدين مزوار مع المسؤولين الإسباني ملفات متعددة وعلى رأسها العلاقات الثنائية وكذلك نزاع الصحراء المغربية. وكانت الرباط قد أعربت عن قلقها من مبادرة اسبانيا وسط الجمعية البرلمانية للحلف الأطلسي الأسبوع الماضي حيث تقدمت بمقترح حذف جبهة البوليساريو كجهة تهدد الوحدة الوطنية للمغرب، وهو المقترح الذي تمت المصادقة عليه في اجتماع لهذه الجمعية في كرواتيا. وتعهد المغرب بالعمل من أجل إعادة النظر في القرار واعتبار البوليساريو مصدر خطر على وحدته.