مزحة من فرانسوا هولند حول الأمن في الجزائر يهدد بتدهور العلاقات الفرنسية-الجزائرية

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند رفقة نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

مزحة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند تجاه الوضع الأمني في الجزائر تهدد بتراجع العلاقات الفرنسية-الجزائرية رغم ما حققته من تقدم خلال زيارة هولند نفسه الى الجزائر ثم القمة بين البلدين على مستوى رئاسة الحكومة الاثنين الماضي.

واستقبل فرانسوا هولند مجموعة من ممثلي يهود فرنسا الاثنين الماضي، وخلال الدردشة بحث عن وزير الداخلية مانويل فالس وقال “أظن ان وزير الداخلية سوف يتوجه  إلى الجزائر ” قبل  ان  يستدرك تصريحه  ويعدل من مضمونه  بنفسه فيقول ” بل لقد عاد سالما معافى وهذا شيئ كبير “.

وألمح هولند بنوع من السخرية من خلال تصريحه هذا الى أن الجزائر هي دولة المخاطر وغياب الأمن.

ولم يقبل الجزائريون هذا التعليق الساخر من رئيس دولة فرنسا رسيما نتيجة عاملين، الأول وهو حساسية السلطات الجزائرية تجاه كل ما هو أمني بعد معاناة الحرب الأهلية غير المعلنة التي عاشتها البلاد ما بين التسعينات وحتى منتصف العقد الماضي، والثاني هو أن هذا التصريح يأتي في وقت اعتقد فيه الجزائريون أن العلاقات قد تحسنت ولم تعد ضحية الأحكام المسبقة.

وعمليا، فقد شهدت العلاقات بين البلدين تقدما ملحوظا تجلى في زيارة فراسنوا هولند الى الجزائر خلال ديسمبر الماضي وتقدميه شبه اعتذار عن الحقبة الاستعمارية، ثم القمة الأولى على مستوى رئيسي البلدين، جان مارك ايرولت وعبد المالك سلال الاثنين الماضي والتي انتهت بالتوقيع على اتفاقيات اقتصادية وسياسية هامة.

وصدر رد قوي من وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة الذي حذر من أن هذه الدعابة التي لا قمية لها والصادرة عن هولند قد تنتهي الى نتائج عكسية، وتمنى أن يترحك الرئيس لفرنسي إيجابا لطي هذه الصفحة.

وقال في ندوة صحفية رفقة نظيره الصيني أمس “حس الدعابة الذي بدر من هولاند قد يقود إلى نتائج عكسية”… لقد انتهت سنة 2012 بنجاح باهر لزيارة الدولة التي قام بها الرئيس فرنسوا هولاند ولا نتمنى أن تنتهي سنة 2013 بنقطة سيئة، مضيفا: “نتمنى في الأيام المتبقية من سنة 2013 أن نجد الوسائل اللازمة لطي الصفحة حول هذه الحادثة إيجابيا”.

وكانت ردود الأحزاب سياسية أكثر قوة من الحكومة، إذ طالبت فرانسوا هولند بتقديم اعتذار واضح عن هذه المزحة التي وصفوها بالمهينة للشعب الجزائري، بينما ذهب رئيس حزب الجبهة الوطنية للحريات محمد زروقي الى ضرورة استدعاء السفير الفرنسي المعتمد في الجزائر وتقديم اعتذار.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password