كم هي مثيرة للإعجاب تصريحات المدير العام للمكتب الوطني للسياحة مؤخرا لوسائل الإعلام، والتي قال فيها أن السياحة في بلادنا عرفت خلال الموسم الأول من هذه السنة ارتفاعا بنسبة 9 بالمائة، ثم انخفاضا في الفترة ما بين شهر يونيو وشتنبر بنسبة 4 بالمائة.
وحسب المسؤول السياحي المذكور فإن ذلك يُعزى إلى فيروس “إيبولا”.. هكذا ضحك على ذقون المغاربة كما لو كنا مجموعة من البُلهاء.
أعتقد شخصيا أن وضع السياحة في المغرب سيء، وذلك راجع إلى سياستنا الأمنية والتواصلية (لم نتوقف عن الإعلان عن جماعات إرهابية، واننا بلد مُستهدف من طرف الإرهابيين، وعناصر “حذر” مستمرون في ذرع شوارعنا وأزقتنا جيئة وذهابا…) وهو ما أفزع البلدان الغربية، لدرجة أنها وضعتنا ضمن لائحة البلدان التي يجب التزام الحذر اتجاهها، والنتيجة فقدان عدة آلاف من مناصب الشغل، ومرافق سياحية توجد في وضعية صعبة، ومعها محلات البازار والمطاعم وغيرها من مشاريع التجارة الصغيرة.
لنأخذ تركيا، على سبيل المثال، كل دواعش الدنيا يعبرون هذا البلد للإلتحاق بالعراق وسوريا، المحاديان للحدود التركية، ويستضيف آلاف اللاجئين السوريين، كما أنه يشهد تفجيرات إرهابية، ومظاهرات غايتها إسقاط الحكومة، ومع ذلك فإن الاقتصاد التركي وسياحته يوجدان في وضع جيد، وفي أوج الإزدهار.
لم نسمع أبدا المسؤولين الأتراك يُعلنون عن إيقاف هذه الجماعة الإرهابية أو تلك تنتمي لداعش، بغاية اغتيال مسؤولين أو تفجير مرافق عامة.
لنأخذ مثلا آخر من تونس، فهذا البلد استطاع أن يصعد من قعر الإنحدار، والتسلق إلى أعلى بطريقة مذهلة، ومن تم عاد إليه السياح بكثافة.
ماذا ربحناه في المغرب من خلال الإضرار بصورتنا واستمالة عطف الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال إقناعها أننا مُهددون بالإرهاب؟ لا شىء، هذا في حين كان بإمكاننا إثارة إعجابها عملنا في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية… في حالة ما إذا كان دعم أمريكا ضروريا لبلادنا.