وضع مجهول أو مجهولون رصاصة حية في البريد الخاص لمنزل الناشط الحقوقي والسياسي سعيد العمراني المقيم في العاصمة بروكسيل، وقد فتحت الشرطة تحقيقا موسعا وتوفر له الحماية الآن، إذ تعتبر هذه هي الرصاصة الثانية في ظرف أقل من شهر، ويشتبه في متطرفين في الوقت الراهن.
وكان مجهولون قد وضعوا رصاصة حية في بريد منزل يوم 11 ديسمبر الماضي، وفتحت الشرطة تحقيقا ركزت فيه على المصادر التي يمكن أن تكون وراء هذا التهديد، ولخصتها في احتمال وقوف أطراف من الدولة المغربية وكذلك متطرفين إسلاميين.
وعاد المجهولون الى وضع رصاصة أخرى يومه الجمعة 10 يناير الجاري في صندوق البريد الخاص بالمنزل، وهو ما خلق حالة استنفار وسط الشرطة البلجيكية هذه المرة التي أخذت التهديد على محمل الجد لاسيما بعد الأحداث الإرهابية في فرنسا.
وطلبت الشرطة من سعيد العمراني الالتحاق بالمنزل وترك العمل ووفرت له الحراسة. كما قامت الشرطة العلمية بأخذ كل المعطيات حول الرصاصة الثانية والتي كانت مثل الرصاصة الأولى. في الوقت ذاته، فتحت تحقيقا شاملا من ضمنه استجواب مطول مع الناشط سعيد العمراني.
وخلال الاستجواب/الاستنطاق، طرحت الشرطة البلجيكية أسئلة حول مختلف مصادر الخطر الذي يمكن أن يهدده مثل حملات في شبكات التواصل الاجتماعي. ويؤكد سعيد العمراني أنها طرحت احتمال وقوف طرف من الدولة المغربية وراء التهديد بسبب نشاطه الحقوقي والسياسي الذي يندد بالخروقات في المغرب. واعترف سعيد للشرطة بوجود تضييق نسبي من طرف السلطات عليه في المغرب خاصة عندما يدخل أو يغادر المغرب في الحدود، ولكن استبعد هذه فرضية وقوف أطراف في الدولة المغربية وراء التهديد لأن التضييق لا يمكنه أن يتطور الى هذه الممارسات الخطيرة.
وجرى التركيز بشكل مكثف على نوعية كتاباته وهل تثير بعض المتطرفين، ويبدو أن تحقيق الشرطة يصب في هذا الاتجاه لاسيما حول بعض مقالات سعيد العمراني حول قضايا فكرية.
ويعتبر سعيد العمراني من أبرز مناضلي الحركة الطلابية، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في بداية التسعينات في جامعة تطوان، ومن نشطاء اليسار الموحد والجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وانتقل الى بلجيكا في أواسط التسعينات للدراسة والإقامة لاحقا.