تعليق: متى سيرد الخلفي في والت ستريت جورنال على اتهامات ابن كيران؟

وزير الاتصال مصطفى الخلفي

كان وزير الاتصال مصطفى الخلفي قد وجه رسالة مفتوحة الى هيومن رايتس ووتش  يوم 2 أكتوبر الماضي عبر صفحات جريدة والت ستريت جورنال الأمريكية يقدم فيها مجموعة من الدروس في حقوق الإنسان والموضوعية للمنظمة ويبرز المغرب بمثابة المثال في هذا الشأن.

وذهب الوزير الى اعتبار مواقف هيومن رايتس ووتش بالمتحاملة التي تدخل في إطار المؤامرة الدولية على المغرب والانحياز التام لأطروحة معينة سواء سياسيا داخل المغرب أو في نزاع الصحراء.

وأدى الوزير من مالية الدولة المغربية عفوا مالية “الشعب المغربي” ما يفوق 50 ألف دولار لنشر الرسالة، وهو تصرف بقدر ما يبرز غياب احترافه في التواصل بقدر ما يؤكد أنه لا يمت للذكاء. كان يكفيه إصدار بيان وتوزيعه على وكالات الأنباء العالمية التي بدورها ستوزعه وبالمجان وبمختلف اللغات على عشرات الآلاف من المشتركين لديها لتصل أهداف الرسالة. لكنه فضل التصرف على شاكلة ذهنية “مسؤولي”  الخليج العربي أو الأحرى على شاكلة الدول الدكتاتورية، علم أن الاعلانات السياسية المدفوعة الثمن كإشهار تكون انعكاساتها سلبية ولا تحقق المراد.

وقام الوزير بنشر هذه الرسالة وإهدار 50 ألف دولار في وقت لم ينشر ولو رسالة واحدة في وسائل الاعلام السويدية للدفاع عن مغربية الصحراء. فقد تزامنت رسالة والت ستريت جورنال مع الأزمة المغربية-السويدية الشهر الماضي على خلفية رغبة هذا البلد الأوروبي الاعتراف بما يسمى جمهورية الصحراء. وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الخلفي بممارسات من هذا النوع، فقد سبق وأن احتج بشدة على قناة الجزيرة عندما تناولت خلال مايو 2014 افتتاحية عن قضية علي أنوزلا.

وتبقى المفارقة الكاريكاتورية هو أنه بعد مرور ثلاثة أسابيع، يأتي رئيس الحكومة ابن كيران الذي هو رئيس الخلفي في الحكومة نفسها وفي حزب العدالة والتنمية ويكشف ليس عن انتقادات كما تفعل المنظمات الحقوقية الدولية بلعن اتهامات تعتبر الأخطر من نوعها التي تصدر عن رئيس حكومة اتجاه الدولة العميقة، وتتجاوز اتهامات سلفه عبد الله إبراهيم في أواخر الخمسينات، مع فارق السياق التاريخي لمغرب كان  على فوهة بركان بعد الاستقلال بسبب التوتر والاغتيالات ومغرب اليوم الذي لا يعرف هذا المستوى من العنف.

ويقول ابن كيران في التجمع السياسي الداخلي لحزبه بوجود جهات في المغرب تعمل على إخافة رجال الدولة وتعمل على الاستحواذ على خيرات البلاد وتخرق حقوق الإنسان. ثم يوجه خطابا مباشرا الى الملك “اسمحوا لي هذه الدولة ليست دولة محمد السادس لوحده، هذه دولة محمد السادس، و دولة كافة الشعب المغربي، وكافة الشعب المغربي عليه أن يدافع على مصالح دولته، هذا هو وعينا وعلينا أن نستمر لأن التحكم هو الخطر”.

تصريحات ابن كيران تتجاوز تقارير المنظمات الحقوقية مثل هيومن رايتس ووتش وأمنستي أنترناشنال والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فهو رسم المغرب على شاكلة “تونس بنعلي” بكل ما تعنيه تونس بنعلي من معاني سياسية بعيدة عن الديمقراطية.

ومر أسبوعان على هذه التصريحات التي نسميها بدل الخطيرة “الراديكالية”، والبعض يردد “تماشيا مع أفكاره في التصدي للمؤامرات الخارجية والداخلية، متى سيرد الخلفي على ابن كيران في صفحات والت ستيرت جورنال أو نيويورك تايمز لتكذيب تصريحاته”.

مواضيع ذات صلة:

تعليق: الدولة المغربية تواجه هيومن رايتس ووتش دوليا بدل التعريف الاعلامي بقضية الصحراء في السويد

 

وزير الاتصال مصطفى الخلفي يتصل بالجزيرة محتجا على معالجتها لافتتاحية الواشنطن بوست حول علي أنوزلا

 

عزيزي (ة) القارئ (ة):  ساهم في نشر  ألف بوست في شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password