وسط احتجاجات فرنسية وجزائرية، قررت الجزائر مشاركة جنودها في استعراض العيد الوطني الفرنسي يوم 14 يوليوز الجاري في باريس. وهذه المشاركة تبرز التقارب الجزائري-الفرنسي خلال السنتين الأخيرتين.
وتتبنى الجزائر خطابا سياسيا قويا تجاه فرنسا وخاصة فيما يتعلق بالماضي، وكانت ترفض الكثير من المبادرات السياسية القادمة من باريس طالما لم تقدم الأخيرة اعتذارا رسميا عن مآسي الماضي الاستعماري التي ارتكبتها في الجزائر.
ولكنه في ظل التقارب الحالي بين البلدين، وجهت فرنسا دعوة الى الجزائر للمشاركة في احتفالات 14 يوليوز التي هي اليوم الوطني الفرنسي، وكانت المفاجأة هي تأكيد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة المشاركة تحت ذريعة أن الجنود الجزائريين سقطوا دفاعا عن فرنسا والمشاركة تشكل تكريما لهم.
وتلقى مشاركة الجزائر معارضة شديدة سواء في فرنسا أو الجزائر. وأعلنت قوى يمينية ومنها الحزب القومي اليميني المتطرف “الجبهة الوطنية” بزعامة ماري لوبين رفضها التام لهذه المشاركة التي تعتبرها غير مناسبة نهائيا. وأسست الجبهة حركة اسمها “لا لمشاركة الجنود الجزائريين في 14 يوليوز”. وتصرح ماري لوبين أن “الذين شاركوا في تحرير فرنسا كانوا فرنسيين”، في إشارة الى أن الجزائر كانت ولاية فرنسية إبان الاستعمار.
وفي الجزائر، نقلت جريدة الشروق اليومي منذ يومين تصريحات الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو الذي قال “هذه المشاركة أمر غير مقبول لا من الناحية الموضوعية ولا من حيث المنطق، مشاركة الجزائريين في تحرير فرنسا لم يكن بإرادتهم، بل كان بالغصب، كون الجزائر كانت مستعمرة…وهل نشارك في الاحتفالات، لأننا شاركنا في تحرير فرنسا بالغصب؟”.
وتدافع أوساط جزائرية رسمية عن المشاركة لأنها تأتي بعد تقديم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند اعتذارا نسبيا عن مآسي وجرائم فرنسا في الجزائر خلال خطاب له في البرلمان الجزائري خلال ديسمبر 2012.
ويشكل الاعتذار والمشاركة عنوانا عريضا للتقارب القوي الحاصل بين البلدين خاصة من الجانب الجزائري، حيث يريد قصر المرادية تعزيز العلاقات لتجاوز سنوات التوتر الطويلة. ويجد في رئيس اشتراكي في الإيليزيه خير مخاطب بدل رؤساء يمينيين سابقين لم يتم التفاهم معهم.