قام كوماندو تابع للمخابرات المركزية الأمريكية بمهاجمة مقر سفارة كوريا الشمالية في مدريد منذ قرابة ثلاثة أسابيع، وفق التحقيقات التي توصلت إليها المخابرات الإسبانية رغم النفي الأمريكي، وذلك وفق ما نقلته جريدة الباييس اليوم الأربعاء.
وكان مقر سفارة كوريا الشمالية قد تعرض يوم 22 فبراير الماضي الى عملية اقتحام من طرف كوماندو يتكون من عشرة أشخاص، وقاموا بالاعتداء واستنطاق 8 من العاملين في هذا المقر الدبلوماسي. وحدثت عملية الاقتحام في الساعات الأولى من مساء الجمعة 22 فبراير، حيث كان الحي السكني الذي تقع فيه البعثة الدبلوماسية فارغا تقريبا من الناس باستثناء سكانه، وهو حي منعزل وليس به حركة كبيرة.
ونفذ الكوماندو عملية سريعة ومتقنة خلال الاقتحام، مما يدل على المستوى الاحترافي الكبير للقوات الخاصة التي نفذت العملية. وجرت عملية ربط العاملين الثمانية بالحبال واستنطاقهم، ثم قام أعضاء الكوماندو بسرقة الحواسيب. ونجحت دبلوماسية في الهرب من الكوماندو عبر نافذة في الطابق الثاني وبدأت في الصراخ، وجاءت الشرطة، وقام المقتحمون بمغادرة السفارة بشكل سريع للغاية مستعملين سيارات السفارة نفسها.
وحدثت العملية قبل خمسة أيام اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم يونغ أون، ويبدو أنها كانت تستهدف الحصول على معلومات عن السفير السابق في مدريد كيم هيوك شول الذي غادر السفارة خلال سبتمبر 2017. ويعتبر هذا الدبلوماسي عنصرا مهما في نظام كوريا الشمالية، فقد ترأس وفد كوريا الشمالية خلال المفاوضات التي جرت مع الوفد الأمريكي برئاسة ستيفان بيغوم في بداية فبراير الماضي حول نزع كوريا الشمالية للسلاح النووي.
ومنذ البداية، طرحت الاستخبارات الإسبانية فرضية عمل استخباراتي أجنبي منظم وراء عملية الاقتحام واستبعدت أن تكون عصابة إجرامية وراء الحادث بسبب تركيز الكوماندو على الحواسيب والهواتف النقالة. وأعلنت الاستخبارات الإسبانية اليوم الأربعاء أن المخابرات الأمريكية هي المسؤولة عن عملية الاقتحام. فقد تعرفت على هوية بعض عناصر أعضاء الكوماندو وهم أمريكيين من أصول كورية، ربما كورية جنوبية، وبعضهم يقيم في مدريد ولهم ارتباطات واضحة بالمخابرات الأمريكية “سي إي إيه”، أو ربما يتعلق الأمر بعملية مشتركة بين المخابرات الأمريكية ومخابرات كوريا الجنوبية.
وطالبت المخابرات الإسبانية نظيرتها الأمريكية بتوضيحات، ونفت الأخيرة، لكن مدريد متأكدة من وقوف الأمريكيين وراء العملية لأن أجوية واشنطن لم تكن مقنعة نهائيا، حسبما نقلت الباييس.