تبدي جبهة البوليساريو قلقا جراء البرودة التي تتعامل بها معها حكومة مدريد برئاسة الحزب الشعبي، هذا الحزب الذي كان قد وظف نزاع الصحراء للهجوم على الحكومة الاشتراكية برئاسة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو.
وفي حوار مع الجريدة الرقمية الإسبانية أنفوليبري، أوضح مسؤول البوليساريو الذي يحمل رتبة رئيس حكومة ما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عبد القادر طالب عمر أن الأزمة الاقتصادية التي تمر منها دول جنوب أوروبا قد انعكست سلبا على المساعدات الإنسانية التي كانت تتلقاها مخيمات تندوف.
وتابع في الحوار أن اسبانيا التي بدورها تعاني من أزمة اقتصادية عويصة انتقلت من المركز الأول في تقديم المساعدات الى المركز الأخير. واعتبر أن الوضع في المخيمات ملق للغاية من ناحية التمويل وتلقي المساعدات.
واعترف عبد القادر طالب عمر الذي تواجد في مدريد خلال إجراء هذا الحوار في نهاية الأسبوع الماضي أنه توجد اتصالات رسمية مع حكومة ماريانو راخوي. ولكنه لم يجر اتصالات خلال زيارته هذه الى اسبانيا مع حكومة مدريد. ولم يتردد في القول بتبني حكومة مدريد الحالية موقفا قريبا من موقف الحكومة السابقة التي كانت تميل الى المغرب عندما قدم مقترح الحكم الذاتي. وطالب هذا المسؤول أن تكون مواقف حكومات اسبانيا في مستوى تأييد الراي العام الإسباني للقضية الصحراوية.
واستعمل الحزب الشعبي في استراتيجية عندما كان في المعارضة قضية الصحراء للهجوم على الحكومة الاشتراكية، مما دفع بمئات الآلاف من المغاربة الى التظاهر في الدار البيضاء خلال نوفمبر 2010 للتمديد بهذا الحزب الذي وصل الآن الى السلطة في مدريد.
وييستمر الحزب الشعبي في تأييد إجراء استفتاء تقرير المصير، لكنه يتردد في استقبال مسؤولي البوليساريو خوفا من رد فعل من طرف المغرب، لاسيما بعد تبني الرباط سياسة “تبريد وتجميد” الملفات الساخنة وعلى راسها ملف سبتة ومليلية المحتلتين.