قرر المغرب استعادة اللغة الفرنسية في التعليم الابتدائي والثانوي وخاصة في المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء، وهذا القرار يعني نهاية اللغة الإسبانية في هذا البلد المغاربي، وهي اللغة التي لم تستطع إيجاد مكان لها طيلة العقود الماضية لأسباب متعددة منها عدم امتلاك اسبانيا رؤية استراتيجية للعلاقات مع جارها الجنوبي.
وصادق المجلس التشريعي المغربي على مقترح الحكومة المغربية باستعادة اللغة الفرنسية في التعليم الابتدائي والثانوي في المواد العلمية، ويخلف القرار جدلا سياسيا وثقافيا في المغرب، لاسيما بعد الدور الذي لعبه القصر الملكي عبر المستشار الملكي عمر عزيمان في هذا الشأن.
ويأتي قرار المغرب في وقت تتوجه عدد من الدول الإفريقية والمغاربية مثل الجزائر الى استعمال اللغة الإنجليزية كلغة العلوم بسبب تربعها على الإنتاج العلمي والجامعي في العالم. ويسود الاعتقاد بوقوف فرنسا وراء القرار وتعهدها بتقديم مساعدات ضخمة الى المغرب في مجال تكوين الأساتذة والرفع من الاستثمار في مشاريع كبرى وكذلك تخصيص منح أكبر للطلبة المغاربة للدراسة في فرنسا. وبدون شك، ستنخرط فرنسا في دعم التعليم بالفرنسية في المغرب خاصة في ظل انحصار لغتها في العالم بما في ذلك في إفريقيا وخاصة المنطقة المعروفة ب “إفريقيا الفرنكفونية”.
ويعد قرار الدولة المغربية بالرهان على الفرنسية بمثابة رصاصة الرحمة على لغة أخرى وهي الإسبانية. ويقول في هذا الصدد الصحفي إغناسيو سيمبريرو “اللغة الإسبانية تتراجع بشكل مريع في المغرب، ومن شأن هذه القرار الجديد تعميق أزمتها في المغرب أكثر وأكثر”. وعمليا، هذا ما يذهب إليه عدد من الخبراء في التربية والثقافة، إذ أن اعتماد الفرنسية سيجعل الكثير من المغاربة يهتمون أكثر باللغة الإنجليزي كلغة ثالثة بعد العربية والفرنسية.
وبدأت بعض الجامعات المغربية تغلق شعبها الخاصة باللغة الإسبانية، ولا تقدم الكثير من الثانويات في المغرب اللغة الإسبانية بحكم رهان الطلبة على الإنجليزية ولغات أخرى مثل الألمانية. وكانت ندوة في معهد سيرفانتيس في الرباط خلال فبراير الماضي قد نبهت الى صعوبة استمرار الإسبانية في المغرب لأنها أصبحت لدى الكثيرين مرادفا للعطالة واسنداد الأفق.
ويعد وضع الإسبانية في المغرب مثيرا للغرابة من الناحية العلمية، إذ تعد اسبانيا الجارة الأوروبية الأقرب للمغرب، وتحتل الصدارة كشري اقتصادي، وهي الشريك التاريخي بسلبياته وإيجابياته، ورغم ذلك فشلت اللغة الإسبانية في إيجاد مكان لها في المشهد الثقافي والتعليمي في المغرب