تساهم أحداث وتصريحات في تغذية الأزمة بين الرباط وباريس وآخرها حضور وزير الزراعة الفرنسي ستيفان لوفول نشاطا مدعما لجبهة البوليساريو، وهو أول نشاط يحضره مسؤول فرنسي يشغل منصب وزير. وهذا المعطى يبرز عمق الأزمة وكيف أصبح وزراء فرنسا لا يأخذون بعين الاعتبار أي مآخذة من المغرب.
واحتضنت مدينة لومون الفرنسية، وهي مدينة صغيرة مؤخرا نشاطا زراعيا شاركت فيه عدد من الدول وشاركت جبهة البوليساريو في النشاط عبر جمعية للتضامن الفرنسية-الصحراوية. وحجزت جبهة البوليساريو فضاء ضمن المعرض لتقديم ما تعتبره منجزات زراعية في مخيمات تندوف.
وكالنت المفاجأة حضور وزير الزراعة سيتفان لوفول المعرض وزيارة جناح البوليساريو علاوة على حضور ندوة حول القضية الصحراوية. وتجدر الإشارة الى أن ستيفان لوفول كان آخر وزير زار المغرب خلال أبريل الماضي بعد اندلاع الأزمة، وجاء حضوره للمشاركة في معرض مكناس الفلاحي. يقدم إعلام جبهة البوليساريو الزيارة بمثابة نجاح كبير.
زيارة الوزير لجناح البوليساريو واطلاعه على ملف الصحراء من وجهة نظر أنصار تقرير المصير، يعتبر سابقة لأن مختلف الحكومات الفرنسية ومنها الاشتراكية كانت في الماضي تتفادى استقبال أو المشاركة في نشاط لجبهة البوليساريو. وبالتالي، تكشف هذه الزيارة عدم التزام المسؤولين الفرنسيين بالحرص الذي كانوا يبدونه في السابق بعدم إزعاج المغرب في ملف الصحراء.
وتركز جبهة البوليساريو بشكل مكثف على فرنسا خلال الثلاث سنوات الأخيرة على أمل الدفع بهذا البلد الى عدم الانحياز الى المغرب. وتساهم الأزمة الحالية بين باريس والرباط في نجاح استراتيجية البوليساريو.
وكان وزير الخارجية المغربية صلاح الدين مزوار قد صرح في حوار أجرته معه مجلة جون أفريك في عددها الأخير غياب إرادة سياسية لدى الجانب الفرنسي بتجاوز الأزمة الحالية.