كشف استطلاع للرأي نشرته مجلة نوفيل أوبسرفاتور اليوم ومن إنجاز معهد إيفوب أن حزب الجبهة الوطنية بزعامة ماري لوبين صاحب الأطروحات السياسية المتطرفة والعنصرية يتصدر الأحزاب الفرنسية في الانتخابات الأوروبية المقبلة ب 24% من الأصوات ومتفوقا على الحزب الاشتراكي الحاكم.
ويبرز استطلاع الرأي أنه في حالة إجراء الانتخابات اليوم ستحصل الجبهة على 24% متبوعة بحزب اتحاد الحركة الشعبية الذي يمثل اليمين المحافظ يحل في المركز الثاني ب 22%، بينما احتل الحزب الاشتراكي الحاكم 19% متبوعا بئتلاف أودي-موديم (الحركة من أجل الديمقراطية) ب11% من الأصوات وجبهة اليسار ب 10%.
ولا يعتبر المحللون الفرنسيون هذا التقدم في الانتخابات الأوروبية التي ستجري في شهر مايو المقبل مفاجئا بل نتيجة تصاعد خطاب التطرف وسط المجتمع الفرنسي منذ سنوات وأساسا خلال السنة الجارية بعدما تبنت الجبهة الوطنية بزعامة ماري لوبين خطابا متطورا في مواجهة الأحزاب الكلاسيكية.
ويأتي تقدم هذه الحركة اليمينة القومية المتطرفة في إطار تقدم هذه الحركات التي توصف باليمين المتطرف في مجموع دول أوروبا ومنها هولندا وبلجيكا واليونان وبريطانيا إلا أنه لم يتصدر أي حزب من هذا النوع قائمة الأحزاب السياسية في البلاد سوى في فرنسا.
ونظرا للوزن السياسي والثقافي لفرنسا في القارة الأوروبية، فصدارة الجبهة الوطنية صاحبة الأطروحات العنصرية السياسية المشهد السياسي كقوة أولى، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ فرنسا، يشكل منعطفا حقيقيا يتجاوز فرنسا الى مجموع أوروبا. لاسيما وأن أسماء بارزة أعلنت ترحيبها بهذا التقدم ومنها الممثل الشهير آلان دولون في تصريحات اليوم لجريدة لوماتان السويسرية.
ومن النتائج المباشرة لهذا التقدم المقلق للجبهة الوطنية، ارتفاع العداء ضد الهجرة وضد الفرنسيين من أصل الهجرة ومن ضمنهم المغاربة بحكم نسبتهم الكبيرة ضمن الجاليات المهاجرة في هذا البلد، وفي الوقت ذاته، تبني الأحزاب الكلاسيكية خطابات عنصرية نسبيا في محاولة لاستمالة الناخبين المتطرفين.
وتدعو الجهبة الوطنية الى التقليل من الهجرة واتخاذ إجراءات تنص على ترحيل المهاجرين وإعادة النظر في منح الجنسية الفرنسية للمهاجرين والخروج من العملة الأوروبية الموحدة اليورو.