في سابقة من نوعها، أقدم العاهل المغربي الملك محمد السادس على إلغاء زيارته الى نيويورك للمشاركة في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الزيارة التي جرى الإعلان عنها وكان يتم الرهان عليها للدفاع عن موقف المغرب في وقت يشهد ملف الصحراء وضعا صعبا.
وكانت المصلحة الإعلامية للقصر الملكي التي تتولاها وزارة القصور والتشريفات والأوسمة قد أصدرت بيانا تؤكد فيه زيارة الملك الى نيويورك، وعممت وكالة المغرب العربي للأنباء الخبر.
وبشكل مفاجئ، يقوم الملك بإلغاء الزيارة الى نيويورك، وفق مختلف وسائل الاعلام المغربية باستثناء الرسمية، حيث سينوب عنه رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. ولم تقدم مصلحة القصر الإعلامية توضيحات للرأي العام الوطني الأسباب الحقيقية وراء هذا الألغاء المفاجئ.
وكان يتم الرهان على هذه الزيارة ليقوم الملك بالتعريف بموقف المغرب في الصحراء والدفاع عنه لاسيما في الظروف الحالية التي يمر منها بوضع حساس، وذلك بحكم أن حضور الملك يحظى باهتمام أكبر بكثير من رئيس حكومة. في الوقت ذاته، كان يرتقب اجتماع الملك محمد السادس بالأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون لمعالجة إشكالية اعتراض المغرب على المبعوث الشخصي في نزاع الصحراء، كريستوفر روس.
ويتم استبعاد الأسباب الصحية وراء هذا الإلغاء المفاجئ، وقد تكون أسباب سياسية محضة منها عدم إعداد أجندة خاصة للملك على مستوى لقاء قادة الدول، حيث لم يشر البيت الأبيض الى استقبال الرئيس الأمريكي بابارك أوباما للملك محمد السادس. ولم تفد دبلوماسية باريس بلقاء بين الملك والرئيس الفرنسي فرانسوا هولند قد يشكل نهاية للأزمة. في الوقت ذاته، جرى تهميش المغرب في لقاء واشنطن حول ليبيا الذي شاركت فيه دول عربية وغربية تعتبر حليفة للمغرب.
