في غياب تأكيد رسمي، أكدت جبهة البوليساريو رفض المغرب إجراء مفاوضات مباشرة معها حول مستقبل ملف الصحراء. وفي حالة تأكيد هذا المعطى، سيكون تطورا هاما في هذا النزاع يوفتحه على آفاق جديدة غير مرتقبة.
وفي تصريحات لوكالة الجزائرية، قال ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة أحمد البخاري يومه الاثنين من الأسبوع الجاري “لقد تم إبلاغ جبهة البوليساريو رسميا بأن المغرب يرفض الدخول في مفاوضات مباشرة والتي أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون بداية شهر نوفمبر الماضي.
ويتزامن الكشف عن هذا المعطى في اليوم نفسه الذي سيدرس فيه مجلس الأمن الدولي ملف الصحراء بعد تأجيل دام مرتين، حيث تم تأجيل اللقاء الذي كان سيقدم فيه المبعوث الشخصي للأمين العام في نزاع الصحراء كريستوفر روس تقريره الى المجلس خلال أكتوبر الماضي ثم مجددا خلال نوفمبر الماضي.
واعتبرت جبهه البوليساريو الموقف المغربي بالمعرقل للمفاوضات والذي يدخل الملف في مرحلة من الغموض. وسبق للبوليساريو أن هددت باللجوء الى السلاح في حالة فشل المفاوضات، وأرجأت الحسم الى مؤتمرها العام خلال الأسبوع المقبل.
ولم يقدم المغرب توضيحات في هذا الشأن، ولكن في حالة صحة هذا الخبر، سيكون موضوع الصحراء قد دخل مرحلة جديدة لا سابقة لها من قبل، أي رفض طرف من الطرفين الرئيسي حضور مفاوضات مباشرة.
زيجهل الكيفية التي ستدير بها الأمم المتحدة الملف بعد موقف المغرب، وقد يتعرض المغرب لضغط شديد من أعضاء مجلس الأمن.
وتجري المفاوضات المباشرة تحت رعاية الأمم المتحدة أو بشكل انفرادي كما حصل عندما استقبل الملك الراحل الحسن الثاني في أواسط الثمانينات وفدا من البوليساريو في مراكش لبحث الحل، وتكرر اللقاء في طنجة تحت إشراف ولي العهد وقتها والذي سيصبح الملك الحالي، محمد السادس.
وعمليا، أعرب المغرب عن هذا الموقف بشكل غير مباشر في عدد من القرارات التي اتخذها وعلى رأسها التحفظ على دور كريستوفر روس ثم القول بمنعه من زيارة الصحراء واستقباله على مستويات دنيا في زياراته الأخيرة علاوة على رفض المغرب مقترحات الأمم المتحدة. وكان الملك قد رفض في خطاباته الأخيرة المقترحات التي تدرسها الأمم المتحدة.