مر شهر ونصف على زيارة وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار الى موريتانيا ولم يعين هذا البلد سفيرا له فيه الرباط، وهو المنصب الذي يستمر شاغرا منذ ثلاث سنوات. ومن المحتمل إحجام موريتانيا عن تعيين السفير ردا على قرار المغرب منح اللجوء السياسي لأحد أكبر معارضي نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ويتعلق الأمر مصطفى ولد الإمام الشافعي.
وتفيد وسائل الاعلام الموريتانية بمنح المغرب للسياسي المعارض مصطفى ولد الإمام الشافعي الذي عمل مستشارا لرئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري اللجوء السياسي بعد سقوط الأخير في أعقاب ثورة شعبية. ويحتمل، وفق الصحافة الموريتانية، أن يكون الشافعي قد حل بالمغرب رفقة الرئيس المخلوع كامبوري ويقيم الآن في مراكش.
ويعتبر الشافعي من المعارضين الرئيسيين للرئيس الموريتاني، وهو شخصية محورية في غرب إفريقيا لعبت أدوارا بين دول المنطقة وكذلك في الإفراج عن الرهائن الذين كانوا مختطفين لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
ولم يكذب المغرب رسميا وصول الشافعي الى المغرب وحصوله على اللجوء السياسي، وموقف الصمت يجعل فرضية اللجوء قائمة جدا.
والمثير أنه بمجرد وصول الشافعي الى المغرب والإقامة في مراكش، جاء رد موريتانيا سريعا، حيث استقبل رئيس هذا البلد مسؤول البوليساريو المكلف بالتنسيق مع الأمم المتحدة، أمحمد خدام لحبيب.
وهذا التوتر الصامت يفسر استمرار منصب سفير موريتانيا في الرباط شاغرا، وقد يمتد الى مدة زمنية طويلة في ظل المواقف التي تتخذها دبلوماسية نواكشوط.