يحتل المغرب المركز الخامس وسط الجيوش العربية بعد دول مثل الجزائر ومصر والعربية السعودية، ومن بين الجوانب التي تؤثر على المغرب في التصنيف غياب امتلاكه لغواصات لاستكمال الدورة التسليحية وكذلك التقليل من عدد الجنود نحو الاحترافية.
ويحتل المغرب المركز الخامس عربيا وفق آخر ترتيب عسكري “غلوبال فاير باور”، وهي مرتبة قد تكون غير مناسبة إذا أخذنا بعين الاعتبار حجم الدولة المغربية، وهو كبير مقارنة مع دول الخليج أو دول صغيرة مثل تونس ولبنان وليبيا التي لا يمكنها دخول السباق، وكذلك الأخذ بعين الاعتبار الميزانية التي يخصصها المغرب للتسلح.
ومن خلال مقارنة الجيش المغرب مع باقي الجيوش اعتمادا على تقارير دولية، يعاني المغرب من غياب سلاح هام جدا وهو الغواصات. فقد طور المغرب من سلاح البحرية باقتناء فرقاطات فريم وفلوريال وكلها تصل الى ما يسمى المياه الزرقاء، أي لها قدرة عالية على قطع آلاف كلم والابتعاد عن المياه الإقليمية.
ولا يمكن للمغرب استكمال دورة السلاح البحري في غياب غواصات تكون مكملة لدور السفن وخاصة الفرقاطات. وتبدو الحاجة ملحة لهذا السلاح في ظل توفر دول الجوار على غواصات وهي الجزائر واسبانيا. وكان يجري الحديث عن احتمال شراء المغرب غواصة روسية من نوع AMUR، حيث كانت مفاوضات لم تسفر عن نتيجة حتى الآن.
ويعتبر المغرب من الدول القليلة في العالم إذا لم يكن الوحيد الذي يتوفر على شواطئ طويلة تتجاوز ثلاثة آلاف كلم ولا يتوفر ولو على غواصة واحدة.
ودائما على مستوى السلاح، يعاني المغرب من قلة الطائرات المروحية المقاتلة على شكل أباتشي، فقد أعطى الجيش المغربي اهتماما كبيرا للمقاتلات من خلال اقتناء ف 16 منذ سنوات وتطوير مقاتلات ف 1 وف 5 لتكون في مستوى الميراج 2000، لكنه أهمل حتى الآن اقتناء طائرات مروحية مقاتلة متطورة. ويتوفر على قلة من الطائرات المهاجمة من نوع غازيل الفرنسية والباقي للنقل عموما.
وتعتبر الطائرات المقاتلة مهمة للغاية في الوقت الراهن لأنها تساعد في الحروب المحدودة خاصة ضد الجماعات الإرهابية بسبب ما يسميها بعض الخبراء ب “النار الجوية المتنقلة” بسبب سهولة النزول في أي مكان عكس الطائرات المقاتلة التي تحتاج الى مطار.
في الوقت ذاته، يمكن اعتبار حجم الجيش المغربي بما يفوق 170 ألف كبيرا مقارنة مع الميزانية المخصصة للمؤسسة العسكرية والرغبة في الانتقال الى جيش محترف. فعدد الجيش كبير مقارنة مع ساكنة المغرب والميزانية تذهب أساسا الى التجهيز والتسلح على حساب التدريب. ونظرا لتطور الأسلحة، يشهد العالم عسكريا توجها نحو الجيوش الصغيرة ذات المستوى الاحترافي الكبير من حيث التسلح والتدريب. ومن ضمن الأمثلة، فدولة مثل اسبانيا تفوق المغرب اقتصاديا وكذلك في الساكنة، لديها جيش أقل من المغرب بحوالي 20%.
ومما قد يساعد الجيش المغربي على تقليص قواته وتحقيق نقلة نوعية نحو احتراف حقيقي هو وجود القوات المساعدة التي تقوم بأدوار عسكرية مثل حراسة الحدود، وكذلك الدرك الملكي.