خرجت جموع من المصريين مساء وليلة الجمعة من الأسبوع الجاري مطالبين برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي ومتهمينه بشتى الأنواع ومنها الإسراف والسرقة والخيانة الوطنية، وقد تتطور الأوضاع الى ربيع عربي في هذا البلد.
وتأتي تظاهرات اليوم الجمعة تلبية لدعوة من رجال الأعمال الثائر محمد علي الذي هرب الى برشلونة الإسبانية وبدأ بنشر أشرطة فيديو في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث فضح الفساد الخطير الذي سقط فيه نظام عبد الفتاح السيسي من بناء القصور على ميزانية الدولة التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة. واتهم محمد علي السيسي بالعمالة وخيانة الوطن ومنها تفويت جزيرتين الى العربية السعودية في صفقت أثارت احتجاج الكثير من المصريين.
وأظهرت مقاطع فيديو عديدة متظاهرين يهتفون في مواقع مختلفة وسط القاهرة وفي محافظات الإسكندرية والسويس والغربية والشرقية ودمياط. وهتفت مجموعة من المتظاهرين في ميدان التحرير (وسط القاهرة) “الشعب يريد إسقاط النظام”، وفي شارع طلعت حرب المجاور للميدان تجمع متظاهرون وهتفوا “قول ما تخافشي، الخاين لازم يمشي”، و”ارحل، ارحل”.
وخوفا من تطور الأحداث، تشير أخبار من القاهرة الى إلغاء السيسي زيارته الى نيويورك خوفا من انقلاب الجيش عليه أو انفلات الأوضاع من السيطرة، بينما أخبار أخرى تشير الى سفره الى الولايات المتحدة، وقد يترتب عن ذلك مفاجأة.
وتمر مصر بمرحلة صعبة للغاية من تاريخها، فبعد الانقلاب الذي نفذه عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس محمد مرسي اقام ديكتاتورية لا ترحم أكثر قسوة من الماضي، وسقط في فساد مريع. وتعتبر تظاهرات اليوم بداية حقيقية لنهاية نظام السيسي لاسيما بعد انتشار أخبار عن استياء عارم وسط المؤسسة العسكرية خاصة الضباط المتوسطين والجنود.