على شاكلة الصراع الذي قام حول المفاوضات السلمية في مالي بين المغرب والجزائر، يتكرر هذه المرة حول ليبيا، حيث كانت الرباط ستحتضن مفاوضات بين الأطراف الليبية بإشراف أممي، في حين ترتاب الجزائر من الخطوة وتراهن على تنسيق مصري-جزائري-تونسي لإبعاد المغرب. وجرى تأجيل هذه المفاوضات لأسباب متعددة وغامضة مرتبطة بالصراع على الإشراف على المفاوضات.
وكان متوقعا أن يحتضن المغرب يوم الخميس من الأسبوع الجاري جولة “الحوار الليبي” بعدما طلب المبعوث الخاص الأممي في نزاع ليبيا، الإسباني بيرناردينو ليون من المغرب ذلك، ووافقت الرباط على ذلك.
لكن جولة الحوار الليبي التي كانت مرتقبة في المغرب تثير تحفظ الجزائر وأطراف ليبية. في هذا الصدد، كان موقف برلمان طبرق المنحل مفاجئا للغاية يومه الاثنين عندما صوت على تعليق المشاركة في جولة الحوار. ولم يقدم البرلمان توضيحا حول تعليق المشاركة لكن وكالة الأنباء الليبية نشرت أن هناك تخوف من برلمان طبرق اعتراف المنتظم الدولي بالمتشددين في ليبيا وإدماجهم في الحكومة المستقبلية ويتم تهميش الجيش الليبي الذي يواجه الإرهاب. في القت ذاته، تفيد معطيات بأن عدد من النواب الليبيين سيشاركون في اجتماع الخميس في المغرب.
وجرى تأجيل اللقاء الذي كان مرتقبا في الرباط الى أجل غير مسمى، وفقما حملت وكالة الأناضول.
وتنقل جريدة الخبر الجزائرية ارتياب السلطات الجزائرية في جولة الحوار في المغرب، وتكتب “أما جزائريا، فالسلطات تشتم من وراء “الحركة” التي تقوم بها الرباط، رائحة مناورة فرنسية أمريكية لتمكين المغرب من أداء دور إقليمي، يفلت منها منذ سنوات، وسحب البساط من تحت أرجل الجزائريين، لفائدة المغاربة، بخصوص البحث عن حلول في ليبيا”.
ولم تتردد الجريدة في الإشارة ال تنسيق بين مستشار الملك أندري أزولاي عبر شبكة ليند والمبعوث الأممي بيرناردينو ليون الذي يعتبر من أصدقاء المغرب.
وتستمر الجزائر في إبعاد المغرب، وذلك منذ الاجتماعات الأولى حول الوضع الليبي خلال يوليوز الماضي، حيث تولت الإشراف على الملف الأمني بينما تولت الإشراف مصر الملف السياسي.
وفي هذا الصدد، احتضنت القاهرة منذ أيام اجتماعا لمسؤولين من مصر والجزائر وتونس، واتفقوا على استراتيجية أمنية تتجلى في رفع مراقبة الحدود ومنع تسرب الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية. ولم يتم الإعلان عن اللقاء بل تسربت أخباره للصحافة.
ومن المنتظر تقليل الجزائر من مساعي بيرناردينو ليون بذريعة انحيازه للمغرب في هذه المساعي، علما أن دبلوماسية الجزائر تقلل من مساعي الأمم المتحدة وتركز على الحل الإقليمي وأساسا بين مصر والجزائر وإيطاليا وتونس.