على شاكلة الجزائر، المصريون في تظاهرات مفاجئة تصر على رحيل الدكتاتور السيسي ومطالبة الجيش باعتقاله

صورة مركبة لرجل الأعمال محمد علي والدكتاتور السيسي وفي الخلف تظاهرات

في وقت ساد فيه الاعتقاد بسيطرة نظام عبد الفتاح السيسي بقبضة من حديد على الشعب المصري، فجأة ينتفض الأخير في تظاهرات عمت عدد من المدن المصرية مساء الجمعة وفجر السبت من الأسبوع الجاري، وجرى ترديد شعارات تصف السيسي بالخائن والفساد والفاسق.

وكان رجل الأعمال الشاب محمد علي قد غادر مصر نحو برشلونة في اسبانيا وبدأ في نشر أشرطة فيديو في اليوتوب وفضح مستوى الفساد الخطير الذي سقط فيه نظام السيسي، طالب من الجماهير بدء سلسلة من التظاهرات لدفع السيسي نحو الرحيل أو إقناع المؤسسة العسكرية باعتقاله.

ونزل عشرات الآلاف من المصريين في مختلف مدن البلاد للتظاهر واستطاعوا اقتحام ميدان التحرير الذي يعتبر رمزا للحرية في مصر بسبب احتضانه تظاهرات الربيع العربي سنة 2011 التي أطاحت بنظام حسني مبارك.

وكانت الشعارات قوية ضد عبد الفتاح السيسي وركزت على وصفه بالفاسق والفساد والخائن والجاسوس بسبب الأخبار غير الأخلاقية التي يتداولها الرأي العام والسرقة والفساد وعلاقته المشكوك فيها مع السعودية التي تنازل لها عن جزيرتين والتنازلات التي يقدمها لإسرائيل.

ومن أبرز ما خلفته هذه التظاهرات هو أنها شملت معظم مدن مصر بدون استثناء، وهو ما يؤكد رفض واسع لنظام عبد الفتاح السيسي. ولم يتزعم التظاهرات الأسماء البارزة خلال حراك 2011 بل شباب غير معروف مما يؤكد قدرة الشعب على الاستمرار في إعطاء المناضلين.

ولعل أبرز ما خلفته هذه التظاهرات هي التعامل غير العنيف من طرف قوات الأمن والجيش، حيث كانت تدخلاتها محدودة وتجنبت العنف المفرط ضد المتظاهرين، وهذا مؤشر على وعي المؤسسات الأمنية والعسكرية بحساسية الوضع الحالي.

وتتزامن هذه التظاهرات ووجود الرئيس الدكتاتور عبد الفتاح السيسي في نيويورك، حيث توجه مساء أمس الى الولايات المتحدة للمشاركة في أشغال الأمم المتحدة. ويرى الكثير من المصريين أن هذا السفر الذي يمزج بين نوع من الهروب والزيارة قد تشكل الفرصة المناسبة لطرد السيسي من الحكم، ولهذا هناك دعوات الى الجيش للتحرك.

ويبدو أن هذه المسيرات هي بمثابة السيناريو الذي عاشته الجزائر عندما نزل الشعب الى شوارع المدن مطالبا بطرد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما قام به الجيش واعتقل عدد من الأسماء الكبيرة مثل شقيق الرئيس المقال والمدير السابق للمخابرات مدين.

 

Sign In

Reset Your Password