الى جانب الأزمة الاقتصادية وفقدان المؤسسات الأوروبية مصداقيتها في أعين الرأي العام في القارة العجوز، تواجه مشكلا آخر متمثلا في استيقاظ القوميات، حيث تعيش هذا الأسبوع زلزالا حقيقيا بعدما تقدم أصحاب الانفصال في اسكوتلندا على أصحاب الوحدة البريطانية.
وستشهد اسكوتلندا يوم 18 سبتمبر الجاري استفتاء تقرير المصير متفق عليه بين لندن وحكومة اسكوتلندا. وكان الرأي السائد هو ترقب فوز عريض لأنصار الوحدة بفارق يناهز عشرة نقاط على الأقل، حيث كان الفارق خلال منتصف غشت 20 نقطة. لكن استطلاعات الرأي الأخيرة بدأت تقلص من فارق النقط الى أن تقدم أصحاب الانفصال في استطلاع للرأي نشرته وسائل الاعلام البريطانية يومه الأحد 7 سبتمبر ويشكل زلزالا سياسيا في بريطانيا والقارة الأوروبية.
ونشرت استطلاع الرأي جريدة سانداي تايمز، حيث تقدم أنصار الانفصال ب 51% مقابل 49% لأنصار الوحدة البريطانية. وفجرت نتائج الاستطلاع موجة سياسيا تعتبر زلزالا سياسيا، إذ يؤكد أنصار الانفصال بزعامة رئيس الحكومة في اسكوتلندا أليكس سالموند أن التاريخ ينصفهم وحان وقت “اسكوتلندا مستقلة”. وفي المقابل، يدعو ألستير دارلينغ الوحدويين الى العمل لقلب نتائج استطلاع الرأي.
وعمليا، سيحمل انفصال اسكوتلندا تغييرات عميقة على المملكة المتحدة البريطانية، كما سيحمل انعكاسات على القارة الأوروبية، إذ ستشجع مسلسلات الانفصال في القارة والعالم كذلك.
ويتابع الإسبان باهتمام كبير ما يجري في اسكوتلندا وخاصة منطقة كتالونيا التي ترغب في إجراء استفتاء تقرير المصير يوم 9 نوفمبر المقبل.
وتجمع التحاليل السياسية للعديد من مراكز الدراسات الاستراتيجية في القارة الأوروبية مساهمة الملف الأسكوتلندي في إيقاظ شبح القوميات في القارة الأوروبية. ويجري هذا في وقت تراجعت هيبة المؤسسات الأوروبية وفقدت الكثير من مصداقيتها، مما يعتبر عاملا مشجعا على مزيد من الانفصال.