بدعوة من جمعيات مدنية ونقابات وأحزاب يسارية، نزل عشرات الآلاف من الإسبان مساء اليوم السبت في مختلف مدن البلاد للتنديد بخطط التقشف التي تطلبها حكومة الحزب الشعبي المحافظ بزعامة ماريانو راخوي.
وتحل هذه الأيام السنة الثانية على وصول الحزب الشعبي الى الحكم في البلاد، حيث تزامن وصوله الى الحكومة وتعرض البلاد الى أكبر أزمة اقتصادية شهدتها خلال العقود الأخيرة.
وعمدت حكومة ماريانو راخوي الى تطبيق خطة تقشف تجاوزت 70 مليار يورو ما بين 2013-2015 في محاولة لتفادي تدخل المؤسسات الدولية وأساسا الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لإنقاذ اقتصادها كما جرى مع اليونان والبرتغال وإيرلندا.
ورغم محافظة الحكومة على قرابة 30 مليار يورو سنويا للتعويض عن البطالة والمساعدات الاجتماعية إلا أن مختلف القطاعات قد تضررت وعلى رأسها القطاع الاجتماعي حيث تم التخفيض من المساعدات الاجتماعية، والقطاع المدرسي حيث جرى الرفع من رسوم التسجيل وخاصة في الجامعات والتقليل من الأساتذة والبحث العلمي.
وطالب المتظاهرون في مدن مدريد وبرشلونة واشبيلية وغرناطة وفالنسيا وبيلباو ومالقا ضمن عشرات المدن الأخرى بوقف عمليات التقشف التي يعتبرونها أنها استنزفت الشعب ثم وقف المساعدات للأبناك ووقف خوصصة الصحة وإنقاذ المعاشات. وكتب أنتونيو أنتون في جريدة بوبليكو أن “هذه التظاهرات تعتبر تحديا سياسيا حقيقيا للحزب الشعبي الحاكم”.
وسياسيا، تراجعت شعبية الحزب الشعبي بشكل كبير منذ فوزه في الانتخابات إذ كسف استطلاع للرأي نشرته جريدة الموندو الأسبوع الماضي أن الحزب فقد ثلث ناخبيه وبالكاد يصل الى 30%.