الجوكر الأخير…سأصيح بأعلى صوتي في الشوارع، في الفاسبوك، في التلفزيون، في الراديو، سأكتبها على الجدران، عى الدفاتر وسأضعها خلفية لشاشة حاسوبي،وهاتفي،سأضعها صورة لبروفايلي، سأجعل منها شعار حياتي ” عاش الملك” ليسقط الشعب…هو زوين واللي دايرين بيه زوينين، وحنا اللي خايبين نحن الشعب مجرد حقراء، حثالة، عبييد، رعايا… من نحن لنكون؟ من نحن لنعيش؟ من نحن لنصعد، لنظهر، لنتكلم، لنعبر، لنقول، لنغتني، لنعيش، لنفرح. خلقنا لأن نعيش معهم، لا أن يعيشو معانا..
سأتوضأ سأصلي، ركعتين لرب الحرمين، وسأقرأ حزبين، وأحفظ سورتين، وأطيع الله والرسول وأبي وأمي وأخي الكبير والصغير والذي لم يولد بعد، وجاري وعمي، وجدي، وخالي، وأستاذي ورئيسي، سأدافع عن داعش والسعودية، والنهاري والفيزازي والزمزمي…ووسأبايع البغدادي وسأركع في حفل الولاء، وسأقبل الأيادي والأرجل إن اقتضى الأمر، سأتعلم طقوس الطاعة وفروض الولاء، ودين ” نعم”…الشيطان لعنه الله عليه وحده من يقول لا.
المثلية ” شذوذ، الإفطار العلني في رمضان” استفزاز لعقيدة مسلم، الإجهاض جريمة، الحب منكر، الجنس فضيحة، “للذكر مثل حظ الأنثيين” عدل وحكمة إلاهية، المرأة عورة، فتنة، وبسببها كثر الجفاف والتسونامي والزلازل والبراكين، ” اللهم اسقي بهيمتك”..سأتحجب، سأتغطى، سألبس الحجاب، والخمار، والنقاب والبرقع، لأن ” الرجل” ضحية للباس المرأة ومشيتها، وخيالها وظلها ووجودها ككل، ولن أخرج من المنزل، المجتمع ليس ذكوريا، المجتمع وصي على المرأة يعرف مصلحتها أحسن منها فمن ” هي” و”هن ” وأنا” لنقرر، في حضرة ” هو” و”هم” . لن أصبح ضميرا منفصلا، أنا ضمير مستتر ومتصل به ” هو” وناقصة عقل ودين وستلعني الملائكة والشياطين وستحمل أمتعتها وتغادر المنزل أربعين يوما. سأومن بنظرية الضلع الأعوج، والحلوى المغلفة، وأبصق على نظرية التطور والبيغ بانغ… والعلم كفر.
سأشاهد قنوات أقرأ وعمرو خالد وأقر كتب الرسول والصحابة وقصص الأنبياء والروض العطر في نزهة الخاطر وتحفة العروس، سأقرأ لأحلام مستغانمي وباولو كويلهو،سأحرق كتب داوكينز، وهاوكينغ، والجابري، وسيمون دي بوفوار والسعداوي… السعداوي مرتدة يجب أن تجلد وتصلب وتقطع من خلاف وترجم وبعد أن تموت أن يمثل بجسدها أن يقطع إربا إربا وتفرق على جميع نساء العالم ليطيعن. فالعنف الزوجي تربية، والاغتصاب واجب، والزواج مقدس والطلاق ملعون إلى يوم الدين والعذرية شرف للمرأة ولترجم فاقدتها.
لن أدفع فواتيري وأنا في حضرة “هم” ، من أنا لأتجرأ على المساواة وهم قوامون على النساء، وفحال وشداد عظام، سأقبل كل العروض الحمراء، والخضراء، والسوداء، والزرقاء، وكل الأظرفة الصفراء والبيضاء والبنفسجية، وسأطفأ كل الأضواء… سأعيش في الظلام، سأعلق قلادة ورقما لأنضم إلى القطيع…سأكره ” الشيفلور” والقوق والبرتقال،..وسأحب ريال مدريد.
هذا هو الجوكر الأخير…لكنني اليوم أحرقته ونفتث رماده من على شرفتي في الطابق السابع لكي لا أفكر فيه مجددا. وسأصنع جوكرا أخرا واخرا واخرا واخرا واخرا… لكن حتما لن يكون ” عاش الملك وليسقط الشعب”.