اسبانيا: عندما يشترك بوديموس اليساري مع الشعبي اليميني في تهميش المغاربة سياسيا

بيدرو سانسيش عن الحزب الاشتراكي وماريانو راخوي عن الحزب الشعبي وألفير رفيرا عن سيودادانوس وبابلو إغلسياس عن بوديموس

لم يتحمس أفراد الجالية المغربية كثيرا للانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد 20 ديسمبر الجاري، وذلك بسبب عدم ترشيح أي حزب لأي إسباني من أصل مغربي للبرلمان. وبهذا تؤكد إسبانيا أنها الدولة الأوروبية الوحيدة التي يشترك فيها أقصى اليسار مثل بوديموس مع اليمين المحافظ مثل الحزب الشعبي عن قصد أو بدون مبالاة في تهميش الجالية المغربية سياسيا، رغم خطابات الإدماج السياسي التي يرددها عدد من المسؤولين الحكوميين والسياسيين.
ومن خلال استقراء آراء بعض الإسبان من أصل مغربي، فقد كانت المشاركة وفق ملاحظاتهم محدودة وليست حماسية مثلما كان يحصل في الماضي، ومعظم الذين صوتوا منحوا أصواتهم لتشكيلات يسارية مثل بوديموس أو الحزب الاشتراكي بسبب مواقفها المتفهمة للهجرة عكس مواقف اليمين.
وتراجع حماس الإسبان من أصل مغربي يعود أساسا الى التهميش الذي بدأوا يتعرضون له، وهو تهميش مستمر من خلال إقصاء الأحزاب السياسية لهم من الترشيح.
واعتاد الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي وهما حزبان كلاسيكيان على تهميش الإسبان من أصل مغربي في لوائح المرشحين لمختلف الانتخابات البلدية والخاصة بالحكم الذاتي في الأقاليم، وكذلك في الانتخابات التشريعية للبرلمان الوطني. وراهن بعض المغاربة على احتمال تصحيح هذا الخلل السياسي من طرف الأحزاب الجديدة الصاعدة، وهي حزب بوديموس وحزب اسيودادنوس، لكن كانت خيبة الأمل كبيرة.
ومن هذه الأحزاب التي كان يعول عليها لترشيح إسبان من أصل مغربي يكونون ناطقين باسم اشتغالات الجالية المغربية حزب بوديموس، إلا أن هذا الحزب اليساري لم يضع أي إسباني من أصل مغربي في المراكز التي تضمن الوصول إلى البرلمان.
ويعرب الكثير من أفراد الجالية عن رفضهم لهذا التهميش السياسي، وكل مقارنة بين إسبانيا والدول الأوروبية تبرز الفـــــرق الشاسع.
وفي تصريح لجريدة «القــــدس العــــربي» يقول عزيز الديش، وهو باحث جامعي في مجال الهجرة ومقيم في إسبانيا «هذه المقارنة تكشف كيف أدمجت الأحزاب السياسية في معظم الدول الأوروبية بما فيها التي شهدت هجرة لاحقة للإسبانية مثل حالة إيطاليا ممثلين عن الجالية المغربية، بينما في اسبانيا هناك إجحاف وتمييز مؤسساتي سياسي سلبي تجاه المغاربة».
في هذا الصدد ومن ضمن علامات الإدماج السياسي، لم يعد حضور الأوروبيين من أصل مغربي في دول مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا يقتصر فقط على البرلمان، بل يتولون مناصب وزارية كما حدث في حالة فرنسا مع نجاة بلقاسم وزيرة التعليم الحالي، ورشيدة الداتي وزيرة العدل السابقة، وأحمد بوطالب عمدة مدينة روتردام الهولندية.
ومن ضمن تعاليق الجالية المغربية في شبكات التواصل تعليق يقول»بوديموس يسار راديكالي والحزب الشعبي يميني محافظ يختلفان في كل شيء ولكنهما يشتركان في نقطة برنامجية واحدة عن قصد أو بسبب اللامبالاة وهي غير معلنة، وتتجلى في تهميش الجالية المغربية في إسبانيا سياسيا».

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password