تعيش السلطات الفرنسية قلقا حقيقيا جراء ظاهرة طائرات بدون طيار التي تجوب سماء العاصمة باريس وتركز على مواقع حساسة للغاية دون نجاحها في تقديم تفسير للظاهرة، الأمر الذي يؤكد قصور التحقيق الأمني حتى الآن.
وكانت الصحافة الفرنسية قد تحدثت عن طائرة بدون طيار حلقت فوق قصر الإليزيه منذ أيام. ولكن الظاهرة تفاقمت، وفق فرانس برس، وفي تحدي كبير للأمن الفرنسي بعدما حلقت على الأقل خمس طائرات بدون طيار صغيرة وبعد ليلتين متتالتين الاثنين وصباح الثلاثاء ثم ليلة الثلاثاء فجر الأربعاء فوق السفارة الأمريكية وقصر الإليزيه علاوة على مناطق أخرى حساسة وذات رمزية في باريس وحتى محطات نووية.
ويحصل الطيران رغم منع القانون الفرنسي لطائرات بدون طيران الطيران ليلا وفي المجال الحضري وخاصة في مناطق حساسة، حيث تصل العقوبة الى سنة سجنا نافذة وغرامة مالية قدرها 75 ألف يورو.
ولم تقدم الحكومة تفسيرات للرأي العام خاصة وأن الأمر يتعلق أساسا بتحدي كبير من الجهات التي تقف وراء طائرات بدون طيار وما يعنيه ذلك من خرق قوي للأمن الجوي. وأعلنت الحكومة تشكيل لجنة من ضباط طيران تابعين للدرك للتحقيق في هذه الظاهرة المقلقة.
ومما يقلق كثيرا الرأي العام أن تكون جهات متطرفة إرهابية تقف وراء عمليات الطيران السرية، حيث ستكون قادرة على زرع الرعب في حالة تنفيذ عمل إرهابي، لاسيما وأن فرنسا مازالت تعيش على إيقاع العمليات الإرهابية التي وقعت يوم 7 يناير الماضي ضد مجلة شارلي إيبدو.
والطائرات التي تطير هي من النوع الصغير جدا الذي يصعب رصده في الكثير من الأحيان ويطير على علو منخفض للغاية.