بعد صدور بلاغ الجيش المغربي حول استعادة جثة الطيار ياسين بحثي، بدأت كل المؤشرات تشير الى إسقاط طائرته بصاروخ سام الذي تمتلكه القوات اليمنية والحوثية. وسبق لهذا النوع من الصواريخ إسقاط ف 16 في حروب منها أفغانستان والبوسنة. ومن المحتمل جدا أن يكون الطيار قد حاول إنقاذ مراوغة الصاروخ ولكنه لم يتوفق.
وتعددت الروايات في البدء حول أسباب السقوط ومصير الربان يوم 10 مايو 2015 الذي شارك في الحرب ضد اليمن ضمن انخراط المغرب في عاصفة الحزم الى جانب الأنظمة الملكية في الخليج بزعامة العربية السعودية. ويأتي بلاغ الجيش المغربي مساء الجمعة 15 مايو الجاري ليؤكد الوفاة، وهذا يدفع الى الترجيح القوي لفرضية إسقاط ف 16 بنار الحوثيين والقوات اليمنية، وبالضبط بصاروخ سام.
ومن خلال استعراض تاريخ مشاركة ف 16 في الحروب، يتضح إمكانية إسقاطها بصواريخ سام الروسية أو التي يصنعها المعسكر الشرقي سابقا والتي تمتلكها دول كثيرة وحركات مسلحة. وكانت البداية مع نجاح القوات الأفغانية يوم 29 أبريل 1987 في إسقاط طائرة ف 16 من سلاح الجو الباكستاني بصاروخ من نوع سام المضاد للطيران.
وفي عاصفة الصحراء للقوات الأمريكية ضد عراق صدام حسين سنة1991، نجح الجيش العراقي في إسقاط ثلاثة ف 16 بصواريخ سام وبالمدفعية. وعادت صواريخ سام الى إسقاط طائرة ف 16 للجيش الأمريكي في البوسنة يوم 2 يونيو 1995.
وتكرر السيناريو نفسه مع إسقاط طائرة ف 16 أمريكية من طرف القوات الصربية يوم 2 مايو 1999 بصواريخ سام.
وهناك حادثتان لإسقاط ف 16 بين دولتين من الحلف الأطلسي، تركيا واليونان بسبب النزاعات البحرية بينهما، فقد أسقطت ميراج 2000 يونانية ف 16 تركية خلال أكتوبر 1996، واصطدمت ف 16 تركية ب ف 16 يونانية خلال مايو 2006.
وكانت الحركات العراقية المسلحة قد نجحت في إسقاط ف 16 في الفلوجة سنة 2006 عندما كانت تطير على علو منخفض للإستطلاع.
وعلى ضوء هذه المعلومات وكذلك قدرات الحوثيين والجيش اليمني، إذ لا تتحدث وسائل الاعلام ومنها الجزيرة والعربية أن أغلبية الجيش اليمني دخلت الحرب ضد عاصفة الحزم. وهذا الجيش يمتلك صواريخ سام ومضادات للطيران، فطائرة ف 16 لياسين بحثي قد جرى إسقاطها.
والراجح هو إسقاطها بصاروخ من عائلة صواريخ سام المحمولة، حيث استغلت القوات اليمنية الطيران المنخفض لياسين بحثي الذي كان في مهمة استطلاع وأطلقت عليه صواريخ. وتطير معظم طائرات دول عاصفة الحزم على علو مرتفع وتقصف من هناك تفاديا لصواريخ سام ومختلف مضادات الطيران اليمنية، الأمر الذي يجعل القصف عشوائيا وغير دقيق.
ويرصد رادار ف 16 الصواريخ التي تصوب نحوه، وقد يكون الطيار ياسين بحثي حاول مراوغة صواريخ سام لإنقاذ طائرة ف 16، لكن الصواريخ لم تترك له فرصة المراوغة، فجرى إسقاط الطائرة.
وعندما تدخل الولايات المتحدة حربا من الحروب، فهي تستعمل الحرب الإلكترونية في التشويش على العدو وتستعمل النسخة الأولى المتطورة من ف 16، بينما يكون الربابنة قد تلقوا مئات الساعات بل الآلاف من الطيران ومشاركات في حروب سابقة واستفادوا من تقارير وأخطاء الماضي. الأمر الذي لا يتوفر لعاصفة الحزم، حيث الطائرات من نوع النسخة الثانية أو الثالثة وأغلبية الربابنة بدون ماض حربي، فطائرات ف 16 المغربية ليست من النسخة الأولى، وتعتبر حرب اليمن ضمن المشاركات الأولى ل ف 16 المغربية علاوة على القصف المحدود للدولة الإسلامية.