تشهد جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي ضمن أوكرانيا اليوم الأحد استفتاء تقرير المصير للانضمام الى روسيا، وتجري في ظل تحول الملف الأوكراني الى مفجر للحرب الباردة بين الغرب وموسكو ووسط هواجس عسكرية بين الجانبية بل واحتمال التدخل في مجموع أوكرانيا تحت ذريعة حماية الناطقين بالروسية.
وفي أعقاب وصول ثوار ساحة الاستقلال الى السلطة في كييف وميلهم الواضح الى الغرب والولايات المتحدة، اتخذت موسكو قرارات عاجلة ومتسارعة زمنيا للحفاظ على نفوذها ومصالحها من خلال استمالة روس منطقة شرق أوكرانيا.
وأعلن برلمان جمهورية القرم انفصال هذه الجمهورية عن أوكرانيا وسيقرر السكان غدا في استفتاء هذا الانضمام للابتعاد كليا عن أوكرانيا الغربية الموالية للغرب. وترفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا القرار وتهدد بعقوبات اقتصادية إلا أن هذه التهديدات تبقى بدون مفعول في ظل إصرار روسيا على حماية مصالحها ونفوذها.
وحاولت الولايات المتحدة استصدار قرار أمس السبت ضد استفتاء تقرير المصير في جمهورية القرم، ولم يتم التصويت عليه بسبب فيتو روسي ضد القرار.
ويوجد الجيش الروسي في حالة طوارئ، ودخل الآلاف من الجنود الروس الى شبه جزيرة القرم، ويقوم بتداريب لا تهم فقط الحدود مع أوكرانيا بل حتى البحر المتوسط بسبب اقتراب منارات أمريكية رومانية في البحر الأسود.
ومن التطورات المقبلة، ما أعلنته وزارة خارجية روسيا أمس السبت بتوصلها بمناشدات لمواطنين في باقي أنحاء أوكرانيا يطالبون بالحماية من بطش الحركات اليمينية المتطرفة. وهذا التصريح دق ناقوس الخطر في الدول الغربية لأنه مؤشر على احتمال تدخل روسي في بعض مناطق أوكرانيا وخاصة لوغ انسك ودنسيك وخاركوف.
وساعات بعد هذا الإعلان، أعلنت كييف عن توغل لعشرات الجنود الروس في منطقة جيرسون المحاذية لشبه جزيرة القرم. وطالبت وزارة الخارجية الأوكرانية روسيا بالانسحاب الفوري.