تنوي تركيا تقديم طلب الحصول على طائرات إف 16 الأمريكية، وهناك احتمال برفض إدارة البيت الأبيض الطلب، مما سيجعل أنقرة في حل من التزاماتها مع الغرب والرهان مجددا على السلاح الروسي من خلال اقتناء طائرة متقدمة من عائلة سوخوي كما فعلت مع نظام الدفاع الجوي إس 400 عندما لم تحصل على نظام باتريوت.
وكانت وكالة رويترز قد أوردت منذ أيام رغبة تركيا شراء مقاتلات أمريكية من نوع إف 16 ثم تحديث مقاتلات أخرى من الصنف نفسه خاصة إف 16-بلوك 30. وتتوفر تركيا على ما يفوق 160 مقاتلة من إف 16 من جميع أصنافها، وقامت بتصنيع هذه الطائرة محليا بترخيص من الولايات المتحدة. ويعد سلاح الجو التركي ثالث دولة في اقتناء هذه المقاتلة بعد الجيش الأمريكي بأكثر من 2500 مقاتلة بـ362، واقتنت تركيا 270 بعضها خرج من الخدمة والآخر سقط في مناورات وبقي العدد المشار إليه سابقا. وكانت مصر هي الدولة الخامسة في اقتناء إف 16 بما يقارب 240 مقاتلة.
وترغب في الاستمرار في الرهان على إف 16 حتى منتصف عقد الأربعينات لأسباب متعددة منها، سهولة تحديث هذه المقاتلة، ثم رهان سلاح الجو الأمريكي الاستمرار في الاعتماد عليها بعدما كان الرأي السائد هو التخلي عن إنتاجها، لكن يبدو أنها ستبقى في الخدمة لسنوات طويلة أخرى لاسيما في ظل الشكوك حول مقاتلة إف 35 وصعوبة إنتاج إف 22 بأعداد كبيرة. ويتجلى العامل الثالث في تأخر الصناعة العسكرية التركية في إنتاج مقاتلة محلية وطنية، حيث يحتاج الأمر إلى سنوات أخرى من التطوير. وتعتزم تركيا إنتاج مقاتلة TF-X بعدما حققت قفزة نوعية في صنع الطائرات بدون ربان “الدرون” وأصبحت رائدة على المستوى العالمي.
علاوة على ذلك، يبقى السبب الرئيسي وراء رغبة تركيا تحديث مقاتلاتها هو اقتناء اليونان لمقاتلات رافال الفرنسية المتطورة والتي يعتبرها البعض متقدمة عل النسخة الكلاسيكية من إف 16، وبالتالي يبقى تحقيق التوازن أو ضمان التفوق هو تحديث المقاتلة الأمريكية.
وبدأت مؤسسة الصناعة الفضائية التركية بتحديث بعض المقاتلات بالرفع من حياتها العملية من ثمانية آلاف ساعة طيران إلى 12 ألف، لكن تحتاج إلى برامج التصويب والتهديف والمناورة ثم تخزين الذخيرة والقاذفات لا تنتجها سوى الولايات المتحدة.

ويبقى الرأي السائد هو احتمال رفض الولايات المتحدة الطلب التركي بسبب سياسة تركيا المستقلة في الشرق الأوسط والتي تخلق مشاكل لواشنطن ثم ميلها إلى شراء السلاح الروسي مثلما حدث مع إس 400. وبالتالي، قد يتكرر سيناريو إس 400 الروسي.
وكانت تركيا ترغب في شراء منظومة الدفاع الجوي باتريوت الأمريكية، ورفضت الولايات المتحدة، مما جعل أنقرة وفي تطور ملفت في صفقات الأسلحة تقتني نظام إس 400 الروسي سنة 2018، الذي يعد الأكثر تطورا في العالم ويتفوق عليه فقط نظام إس 500 الذي دخل الخدمة الأسبوع الماضي في حماية الأراضي الروسية. وتعد هذه الصفقة منعطفا بحكم قرار روسيا بيع سلاح متطور إلى عضو في الحلف الأطلسي.
وكانت المجلة العسكرية الأمريكية “ميليتاري واتش مغازين” قد نشرت في مارس الماضي إمكانية رهان تركيا على مقاتلات روسية من نوع سوخوي 35 أو سوخوي 57. وتابعت أن العرض الروسي مغري للغاية لأن موسكو تعرض سوخوي 57 التي تعادل إف 35 الأمريكية، ثم مساعدة تركيا على تطوير طائرتها الحربية بعدما لم تتلقى مساعدة من طرف الولايات المتحدة وبريطانيا.
وبالتالي، يبقى رهان تركيا على طائرات من نوع سوخوي وخاصة 35 و57 وارد للغاية أمام الموقف الأمريكي الذي يميل إلى رفض تجديد إف 16 بعدما رفضت بيعها إف 35 بسبب شراءها إس 400.