وضع النائب البرلماني عادل تشيكيطو من حزب الاستقلال نواب أحزاب حزب العدالة والتنمية وكذلك الاتحاد الاشتراكي في موقف خرج للغاية بسبب رفضه تقديم الولاء بطريقة الركوع متذرعا أن الركوع يكون لله. ويلتقي هذا النائب مع مشاعر نسبة كبيرة من الرأي العام المغربي بل ويضيف سابقة أخرى لهذا الحزب بعدما كان الحزب الأول الذي يقدم استقالة وزراءه بغض النظر عن الجدل القائم حول شخصية أمينه العام حميد شباط.
وخلق هذا النائب البرلماني الحدث السياسي بعدما كتب في حائطه في الفايسبوك أمس أنه رفض المشاركة في احتفال البعية لا بسبب موقفه من الملكية وإنما بسبب طقوس مهينة للناس تتجلى في الركوع للملك. وبهذا يتقاسم الموقف مع جزء كبير من الرأي العام المغربي الرافض للركوع وهذه الطقوس بحكم أن طقوس الركوع مخصصة للوقوف أمام الله خلال الصلاة، ولا يمكن تكرار العملية نفسها في تجاه معاكس.
قرار النائب البرلماني يتحول الى حديث سياسي والحدث الأبرز لدى نشطاء الفايسبوك مغربيا، وهو يضاف الى سابقة سجلها حزب الاستقلال والمتجلية في انسحاب وزراء الحزب من الحكومة باستثناء وزير التعليم محمد الوفا. وبغض النظر عن التفسيرات التي عولج بها قرار الانسحاب، وبغض النظر عن الشخصية المثيرة لحميد شباط، فحزب الاستقلال سجل سابقة تاريخية وهي الاستقالة من الحكومة بدون الأخذ بموقف المؤسسة الملكية.
وقرار انسحاب الحزب سيصبح تقليدا سياسيا عاديا مستقبلا من حق أي حزب سياسي. وعلى هذا المنوال، غياب نائب برلماني من حزب محافظ خلال حفل البيعة المقبل سيشجع الكثير من النواب على ذلك خلال البيعة المقبلة.
ويخلف الحدث ردود فعل إيجابية للغاية في شبكات التواصل الاجتماعي مع بعض الاستثناءات، ويصاحب ردود الفعل هذه تساؤلات موجهة الى أحزاب اليسار وذات المرجعية الإسلامية. ومن ضمن الأسئلة تلك الموجهة الى نواب حزب الاتحاد الاشتراكي التي تتساءل عن عدم قيام نواب من هذا الحزب المدافع عن قيم الكرامة والعلمانية من التحرر من طقوس تدخل في خانة الخنوع.
وتتكرر هذه التساؤلات لدى الفايسبوكيين أكثر قوة في حالة نواب حزب العدالة والتنمية. فهذا الحزب رفض تاريخيا الركوع خلال طقوس البيعة من منطلق ديني محض اعتمادا على أن الركوع يكون للخالق ودافع عن هذه الأطروحة بشكل قوي وسط الرأي العام المغربي لكن الشجاعة خانت نوابه لكي يسجلوا موقفا للتاريخ برفضهم الركوع في حفل الولاء والبيعة منذ دخولهم البرلمان الى تزعم الحكومة الحالية.