أثار ترشيح الفرنسي جاك لانج للحصول على جائزة الأديب المصري الراحل، الحاصل على جائزة نوبل في الآداب نجيب محفوظ، من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أزمة بين إدارة المهرجان من جهة وبين صحيفة مصرية من جهة أخرى.
وكانت إدراة المهرجان قد قررت تكريم جاك لانج، وزير التعليم والثقافة الفرنسي السابق والرئيس الحالي لمعهد العالم العربي بباريس (مركز ثقافي يعنى بالثقافة العربية ونشرها) في حفل افتتاح الدورة السادسة والثلاثين للمهرجان والذي يقام في التاسع من نوفمبر/ تشرين ثان المقبل ومنحه جائزة نجيب محفوظ وهي الجائزة الشرفية للمهرجان، باعتباره أحد كبار المفكرين والمثقفين والسياسيين الفرنسيين، وتتجاوز رؤيته الفكرية حدود الفرانكفونية إلى العالم بأسره.
من جانبها، شنت صحيفة “أخبار اليوم” المصرية المملوكة للدولة تحت عنوان “مهرجان القاهرة يكرّم الصهيوني مغتصب الأطفال” حملة ضد القرار، مشيرة إلى تورط لانج في أكثر من قضية تتعلق بالتحرش بالأطفال واغتصابهم.
وكانت وسائل إعلام فرنسية قد اتهمت لانج، الذي يعد من القيادات البارزة بالحزب الاشتراكي الفرنسي، باغتصاب طفل خلال فترة التسعينات، لتأتي وبعد عشر سنوات قضية أخرى مشابهة بالمغرب، عندما اتهمته شرطة مدينة “مراكش” (جنوبي المغرب) بالشروع في اغتصاب ثلاثة من الأطفال، وتم إغلاق القضية بعد تدخلات دبلوماسية فرنسية، إلا أن وسائل الإعلام الفرنسية نشرت وقتها نص التحقيقات التي أجريت معه من قبل الشرطة المغربية.
وفي تصريحات سابقة بجريدة “gay Pied” الفرنسية المتخصصة في أمور المثليين، قال لانج: إن “ممارسة الجنس مع الأطفال مازال عالما مجهولا لابد من اكتشافه”، وهو ما أثار ردود أفعال واسعة ضده.
من جانبه، أصدر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بيانا، السبت الماضي، نفى خلاله الاتهامات الموجهة إلى لانج، مشيرا إلى أنها “منقولة من مواقع غير موثوقة على شبكة الإنترنت، وأن أيا من هذه القضايا لم يثبت على الرجل الذي استهدفت سمعته بالكثير من المؤامرات في إطار صراعه السياسي داخل بلاده”.
ولجاك لانج العديد من المؤلفات الثقافية أهمها “حالة المسرح”، وإليه يرجع الفضل في تدشين اليوم العالمي للموسيقى، الذي يحتفل به العالم في 21 يونيو/ حزيران من كل عام، وهو أيضاً مؤسس مهرجان دوموند في مدينة نانسي الفرنسية، كما شارك في تأسيس اتحاد المسارح في أوروبا، بالإضافة إلى رئاسة لجنة تحكيم الدورة الـ 47 لـمهرجان برلين السينمائي الدولي عام 1997.
وجاك لانج (75 عاما) سبق له أن شغل منصب وزير الثقافة في عهد الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران لدورتين، الأولى (في الفترة من 1981- 1986) والثانية (1988-1992)، كما شغل منصب وزير التعليم العالي إلى جانب وزارة الثقافة (1992-1993)، واختاره الرئيس الفرنسي جاك شيراك وزيراً للتعليم العالي (2000-2002)، كما كان نائباً في البرلمان الأوروبي أواخر التسعينيات، وعمل مستشاراً لبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.
رفض لترشيح الفرنسي جاك لانغ لجائزة نجيب محفوظ في مهرجان القاهرة بسبب شبهات اغتصابه للأطفال في مراكش
جاك لانغ