شنت دولة جنوب أفريقيا حملة قوية ضد المغرب في الأمم المتحدة بمقارنتها ملف الصحراء مع القضية الفلسطينية وتوجيه دعوة الى الدول لمساندة “الشعب الصحراوي”. ورغم تغيير الرؤساء في هذا البلد ومساعي دبلوماسية الرباط، تستمر جنوب إفريقيا في موقفها شأنها شأن الدول الإفريقية المعروفة باسم إفريقيا الأنجلوسكسونية.
في هذا الصدد، وبمناسبة الخطب الذي يلقيها زعماء العالم على منبر الأمم المتحدة ضمن أشغال الدورة 73 للجمعية العامة هذا الأسبوع، كان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا شديد اللهجة في انتقاده للمغرب، ووصف قضية الصحراء الملف الاستعماري، وطالب العالم بدعم تقرير المصير. وفي الوقت ذاته، لم يتردد في مقارنة قضية الصحراء بقضية فلسطين، وهي من المقارنات التي ثير غضب الدبلوماسية المغربية بسبب الفارق بين الملفين.
ويأتي مضمون خطاب رامافوسا ضد المغرب في ملف الصحراء ضمن الخط السياسي الذي تبنته جنوب إفيرقيا منذ مدة طويلة، وتدافع عنه في كل المنابر الدولية ومنها الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
وسعى المغرب التى تعزيز العلاقات مع جنوب إفريقيا بإعادة سفيره، وشرح وجهة نظره لدبلوماسية هذا البلد، لكن جنوب إفريقيا لم تتراجع نهائيا عن تأييد جبهة البوليساريو بل وتتزعم كل حملات التأييد إفريقيا ودوليا لهذه الحركة التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء.
وكثف المغرب من مبادراته الدبلوماسية والاقتصادية تجاه الدول المشكلة لما يعرف ب “إفريقيا الأنجلوسكسونية” ولكنه لم يحقق نجاحا يذكر حتى الآن في لإقناعها بالطرح المغربي في نزاع الصحراء.