على بعد أيام قليلة من صدور قرار عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول نزاع الصحراء، تهدد جبهة البوليساريو بمراجعة التعامل مع هذه المنظمة الدولية. ورغم حفاظ القرارات الأممية على مبدأ تقرير المصير، إلا أن قيادة البوليساريو تتعرض لضغط من قواعدها بشكل لم يسجل من قبل.
وبالتزامن مع قرب صدور قرار جديد حول مجلس الأمن، وهو القرار الذي يرتقب أن يكون مثل السنة الماضية، أي المحافظة على مبدأ تقرير المصير ويربط الحل بالتراضي وتوصية باحترام حقوق الإنسان، وجهت جبهة البوليساريو على لسان المنسق مع قوات المينورسو محمد خداد تنبيها الى الأمم المتحدة تشدد فيه على ضرورة الحفاظ على الاستفتاء والتقدم نحو الحل السياسي.
وفي تصريحاته لوكالة رويترز منذ يومين، يكشف خداد نية البوليساريو إعادة النظر في التعامل مع الأمم المتحدة لاسيما في ظل مؤشرات تشير الى احتمال التخلي عن استفتاء تقرير المصير لصالح حل آخر.
ويرى المراقبون تصريحات خداد من زاويتين، الأولى وهي ممارسة الضغط على الأمم المتحدة بمناسبة صدور كل قرار حول نزاع الصحراء، وهذا تقليدي سياسي من طرف البوليساريو يتكرر سنويا، بينما الثاني هو محاولة احتواء غضب القواعد وخاصة الشباب.
وعلاقة بالنقطة الأخيرة، يعتبر هذا التحدي الحقيقي الذي يواجه قيادة البوليساريو كما يواجه الأمم المتحدة، وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون في تقاريره الأخيرة الى اليأس الذي يوجد وسط الشباب الصحراوي واحتمال ارتماءه في الإجرام والإرهاب أو العودة الى حمل السلاح.