حطمت لقاءات وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث دياث مع نظراءه المغاربة الذين تعاقبوا على المنصب خلال الثلاث سنوات الأخيرة وخاصة محمد لعنصر والوزير الحالي محمد حصاد رقما قياسيا في الاجتماعات ذات الطابع الأمني الذي يخدم أساسا أجندة مدريد، في غياب اهتمام كلي من طرف الرباط بمشاكل الجالية المغربية.
واحتضنت مدينة طنجة يومه الأحد الاجتماع التاسع بين خورخي فيرنانديث دياث ومحمد حصاد حيث جرى تناول ملفات ذات طابع أمني وهي مكافحة الإرهاب ومحاربة الإجرام المنظم ومكافحة الهجرة السرية.
وصدر بيان يؤكد على محاربة هذه الظواهر لكن بدون إضافة نوعية، حيث سبق للمغرب واسبانيا التوقيع على اتفاقيات سياسية وتقنية في هذا المجال علاوة على الاتفاقيات الاقليمية مثل اتفاقيات 5+5، الأمر الذي يجعل مثل لقاء الأحد بين الوزيرين روتينيا وبروتكوليا.
وفي الوقت الذي يقدم فيه المغرب خدمات أمنية لحكومة مدريد، يوجد تساؤل كبير عن غياب طرح وزير الداخلية محمد حصاد مشاكل الجالية المغربية في اسبانيا، حيث يعتبر المغاربة الأكثر تعرضا لتعسفات قانون الأجانب الإسباني والأكثر عرضة للطرد. ولم يسبق لحصاد أن طرح في اللقاءات والبيان المشترك لهذه اللقاءات مشاكل الجالية المغربية.
ويطرح وزراء داخلية بعض الدول بما فيها أمريكا اللاتينية مشاكل جاليتهم مع مدريد، كما يجري في حالة الإكوادور وبوليفيا، ولا يتركون الأمر فقط على وزارة الخارجية بحكم أن القوانين التي تطبق على المهاجرين مصدرها الداخلية وليس الخارجية.
في الوقت نفسه، يعتبر وزير الداخلية الإسبانيالحالي المسؤول الذي قام بمس السيادة المغربية في أكثر من مناسبة، ومنها فتح مراكز اللاجئين لطلب اللجوء على الحدود مع مليلية مباشرة، الدفاع أمام الأوروبيين على أن عمليات طرد المهاجرين نحو المغرب من مليلية انطلاقا مما يعتبره اسبانية المدينتين.
في الوقت ذاته، يبقى الوزير الذي زار يوم 14 يوليوز الماضي، بمناسبة اندلاع حرب أنوال ليؤكد على اسبانية مليلية، في وقت يرفع المغرب من نسبة اللقاءات معه.
وإذا كانت الأوضاع الأمنية الدولية تتتطلب تعاونا وثيقا، وهو موجود منذ مدة بين الرباط ومدريد، فلم يسبق في تاريخ علاقة الداخلية المغربية بنظيرتها الإسبانية أن وقع خلل في إحداث توازن بين تلبية مطالب أمنية من جهة وأخرى اجتماعية تخص الجالية المغربية.