حذّرت مؤسسة الراند الأمريكية من خطر الإرهاب في منطقة المغرب العربي وأساسا في الحدود الجزائرية وأقل بكثير في المغرب. ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد العالم العربي ظهور “الدولة الإسلامية في العراق والشام” “داعش” التي قد تنقل أنشطتها الإرهابية الى منطقة المغرب العربي لمنافسة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
وصدر مؤخرا تقرير يقدم صورة تقييمية عن خطر عن الإرهاب في العالم العربي من إنجاز مؤسسة راند الأمريكية. وهذه المؤسسة تعتبر أهم مركز للدراسات الاستراتيجية في العالم، وتقدم الإستشارة للسلطات الأمريكية في مجال الدفاع والخارجية ومكافحة الإرهاب والعلوم، حيث يعمل فيه أكثر من 1600 باحث بين مدني وعسكري.
وركز التقرير الأخير على الإرهاب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وإضافة الى ليبيا وضع الجزائر في خانة الخطر الدائم بسبب قربها من مراكز التوتر في الحدود مع ليبيا وتونس والنيجر ومالي، بينما جاء المغرب في خانة أقل خطر مقارنة مع باقي الدول العربية.
وينصح التقرير الإدارة الأمريكية برفع التنسيق الأمني مع الجزائر لمواجهة مخاطر الإرهاب في مجموع المغرب العربي بحكم أن العديد من الحركات الإرهابية مثل القاعدة في المغرب العربي التي تتموقع على تخوم الحدود الجزائرية.
لكن تبقى المفاجأة التي لم يعالجها التقرير بحكم أنه اعتمد معطيات ما بين سنتي 2010 الى بداية 2014، هو الخطر الكبير على المغرب العربي من “الدولة الإسلامية في العراق والشام” التي تزرع الرعب الآن في شمال سوريا والعراق وتتقدم نحو بغداد بعدما سقطت في يدها عدد من مدن العراق منها الموصول، ثان أكبر مدينة في البلاد.
وتفيد عدد من التقارير الاستخباراتية وقد اعتمدتها جريدة الشروق الجزائرية أمس للحديث عن احتمال إعلان “الدولة الإسلامية في العراق والشام” فرعا لها في المغرب العربي بعنوان “الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي” “دامس”. وهذا الاحتمال وارد لأسباب متعددة، أبرزها:
في المقام الأول، تقدم “داعش” نفسها وريثة تنظيم القاعدة وقد رفضت العمل تحت إمرته، فأعضاء هذا التنظيم يدعون أنهم على خط أسامة بن لادن مؤسس الحركة وليس على خط أيمن الظواهري. وقد رفض قائد هذا التنظيم البغدادي الامتثال لأوامر الظواهري بالعمل تحت راية النصرة في سوريا. وعليه، ترغب في تأكيد وجودها في مجموع العالم العربي والإسلامي.
في المقام الثاني، يتوفر التنظيم على آلاف المغاربيين بشكل لم يسبق حتى لتنظيم القاعدة عندما كان في عز قوته في أفغانستان، وهؤلاء المغاربيين يتميزون بالتطرف وكذلك بسهولة التحرك الآن في منطقة الصحراء الكبرى وجنوب الجزائر وليبيا وكذلك الانتقال ما بين أوروبا والمغرب العربي. وبالتالي، إعلان التنظيم قد يكون مسألة وقت.
وسيترتب عن حضور “داعش” في نسختها المغاربية وهي “دامس” تطورات مقلقة على أمن المنطقة ويمكن إجمالها في: احتمال مواجهات بين “التنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي” و”دامس”، وستكون امتدادا للمواجهات التي تجري بين التنظيمين الأم “داعش” و”النصرة” في سوريا. وفي الوقت ذاته، احتمال تنافس بين التنظيمين في تنفيذ عمليات إرهابية نوعية من باب الظهور بمظهر الريادة في المنطقة.