يزور وفد برلماني اسباني مدينة العيون في الصحراء المغربية، وهذه الزيارة تأتي وكأنها فرضت على المغرب الذي لم يجد أمامه سوى الترخيص لدخول أعضاء هذا الوفد الذي جاء في رحلة من جزر الكناري ورفقته الناشطة الحقوقية والسياسية أميناتو حيدر.
وأصدر رئيس مجلس النواب كريم غلاب ورئيس مجلس الشيوخ الشيخ بيد الله بيانا يوحيان للرأي العام المغربي أن هذه الزيارة مبادرة فردية وخاصة ولا علاقة لها بالبرلمان الإسباني. والواقع أن غلاب وبيد الله يريدان استبلاد الرأي العام المغربي بينما معطيات الواقع تظهر أن البرلمان الإسباني استبلد غلاب وبيد الله، والمعطيات هي كالآتي:
في المقام الأول، الفريق البرلماني الذي يزور الصحراء ينتمي الى الهيئات المكونة للبرلمان الإسباني ويحمل اسم “الفريق البرلماني المشترك للصداقة مع الصحراء الغربية” ومن الأعضاء المكونين له ممثلين عن جميع الأحزاب بمن فيهم الحزب الشعبي، وهو فريق مسجل في هذا المجلس التشريعي. وتأسس هذا الفريق لتحقيق هدف واحد وهو مساعدة الصحراويين لتأسيس دولة جديدة في الصحراء.
في المقام الثاني، الزيارة جرت برمجتها منذ مدة طويلة بمصادقة رئاسة البرلمان وكان سيشارك فيها أعضاء من الحزب الشعبي الحاكم الذين تخلفوا عن الحضور في آخر لحظة، إذ لا يمكن لأي هيئة مسجلة في البرلمان تسطير أجندة خاصة بها بدون الاتفاق مسبقا مع الرئاسة.
في المقام الثالث، “الفريق البرلماني المشترك للصداقة مع الصحراء الغربية” هو هيئة تابعة للبرلمان الإسباني وكل مصاريفه هي صادرة عن هذا البرلمان، وبالتالي، فمصاريف الزيارة لمدينة العيون تتحملها ميزانية البرلمان.
يحاول غلاب وبيد الله من خلال هذا البيان التغطية على فشلهما، فيوم الاثنين من الأسبوع الماضي كانا في البرلمان الإسباني، وتغنيا بالعلاقات المغربية-الإسبانية المتينة والرائعة وا…، والآن يتتفاجآن بهذه الزيارة التي تعد صفعة يتعرضان لها، وأمام هذا الوضع يبقى السؤال هو: ماذا حقق غلاب وبيد الله من زيارة البرلمان الإسباني إذا كان قد فشلا في إقناعه بتجميد الزيارة؟
البيان هو محاولة لاستبلاد للمغاربة بعدما تعرض غلاب وبيد الله للإستبلاد من البرلمان الإسباني.