بدأ ملف تسرييات كريس كولمان تجد طريقها الى الصحافة، فبعد تناول منابر متعددة وعلى رأسها الإسبانية هذا الموضوع، تخصص له جريدة لوموند الفرنسية صفحة كاملة جاعلة منه الخبر الرئيسي في صفحاتها الدولية وبعنوان “ويكليكس المغربي الغريب”.
ولم ينجح كريس كولمان في جلب انتباه الصحافة الدولية حتى بدأ بتسريب الحساب البريدي حول ما يفترض أنه تعامل صحفيين أجانب مع جهاز المخابرات الخارجية المغربي عبر وساطة مؤسسة إعلامية مغربية.
وهكذا، بعد جرائد مثل الباييس والموندو وميديابار تخصص جريدة لوموند الواسعة الانتشار حيزا هاما لملف تسريبات كريس كولمان لوثائق الدبلوماسية المغربية وكذلك اللوبيات التي تساعد المغرب في ملف الصحراء.
وكانت لوموند قد نشرت في عدد 3 ديسمبر (النسخة التي نزلت في باريس مساء السبت) مقالا للصحفي أحمد بنشمسي يقيم أهمية هذه التسريبات، وتعود في عدد اليوم (يحمل تاريخ الغد) لتعطي صفحة كاملة للحدث. وتؤكد لوموند أن الأمر لا يتعلق بزلزال بل بهزات انتهى بها الأمر الى التأثير على الدبلوماسية الموازية التي ينهجها المغرب لأن التسريبات تحدث منذ أكتوبر الماضي وتتضمن قرصنة حسابات مسؤولين والكشف عن صحفيين مغاربة وأجانب يعملون لصالح جهاز المخابرات علاوة على وثائق سرية للخارجية. وتعتبر الحدث على شاكلة ويكليكس ولكن بصيغة مغربية.
وفي قراءتها للوثائق، تؤكد الصحفية الموقعة للمقال شارلوت بوزونيت أن تسريبات ويكليكس المغربية تبرز مدى مركزية الصحراء في عمل الدبلوماسية المغربية بشقيها الرسمي والموازي المتمثل في بناء اللوبيات وسط الصحفيين ومراكز البحث الاستراتيجي وكسب تعاطف مختلف الدول بما فيها في أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين والتشيلي والباراغواي.
وتكز على متعاطفين مع المغرب وسط الأمم المتحدة نفسها، الأمر الذي جعل المغرب يدرك مسبقا عمل وتحرك الطرف الآخر، وهذا ما جعله يعمل على إفشال زيارة زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز الى جنيف سنة 2013.
وتؤكد الجريدة استمرار ضبابية هوية كولمان باستثناء أنه متعاطف مع جبهة البوليساريو، وتنقل انتقادات حول نشره صورا وتعاليق غير لائقة مقارنة مع تسريبات أخرى مثل حالة إدوارد سنودن وجوليان أسانج.
وفي مقال آخر في الصحفة نفسها، تعالج جريدة لوموند قضية الصحفيين الأربعة المتهمين ومنهم جوسي غارسون من يومية ليبراسيون سابقا ودومنيك لاغارد من إكسبريس ومريل دوتيي من مجلة لوبوان بتلقي عمولات من المخابرات المغربية عبر مؤسسة مغربية. ويتنقل بعض تصريحاتهم المعبر عنها في مقالين منفصلين بأن الصحفيين جرى استعمالهم لجلب الانتباه.