نصح معهد للدراسات الاستراتيجية في اسبانيا حكومة مدريد بدعم حكم ذاتي متقدم في نزاع الصحراء المغربية يلبي مطالب المغرب وجبهة البوليساريو عندما تتوفر الظروف المناسبة. وبهذا يجدد هذا المعهد الأطروحة التي كان وراءها عدد من المسؤولين السابقين منهم رئيس الحكومة السابق خوسي لويس رودريغيث سبتيرو.
وجاءت هذه الأطروحة مجددا في تقرير ضخم لمعهد ريال إلكانوا للدراسات الاستراتيجية الذي يزود الحكومة والشركات الإسبانية بدراسات حول العلاقات الخارجية، حيث يعالج السياسة الخارجية الإسبانية ومدى تأثير ملف كتالونيا التي ترغب في الانفصال على هذه السياسة.
ويتضمن التقرير الذي شارك فيها مائتي خبير اسباني علاوة على باحثين أجانب ويحمل عنوان “نحو التجديد الاستراتيجي للسياسة الخارجية الإسبانية” فصولا متعددة تعالج شكل دبلوماسية المستقبل الذي يجب على سابانيا تبنيها في مختلف مناطق العالم لتعزيز مكانتها ومواجهة التحديات. عالج التقرير في هذا الصدد العلاقة مع المغرب وكذلك نزاع الصحراء.
وعلاقة بالمغرب، يحث التقرير الذي سيقدم اليوم رسميا في المدرسة الدبلوماسية في مدريد على الأهمية التي يحتلها المغرب في السياسة الخارجية الإسبانية، ويطالب بضرورة إيلاهء مكانة خاصة ولعب مدريد دور تقريب جهات النظر بين الدول المغاربية. وينطلق التقرير من الدور الإسباني في “الجسر الدبلوماسي” بين الاتحاد الأوروبي والمغرب العربي.
وفي ملف الصحراء، يلقي التقرير الضوء على تغيير التركيبة السكانية في الصحراء بما فيها مخيمات تندوف، حيث انتقل مئات الآلاف من المغاربة للعيش في الصحراء وتوافد مواطنو الساحل على منطقة تندوف رغبة في الحصول على المساعدات الدولية. ويحذّر التقرير من الوضع الجديد في الساحل فضاءا لنشاط الإجرام المنظم والحركات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وحركات أخرى.
ويعكس التقرير التخوف من إقامة دولة يبلغ عدد سكانها مئات الآلاف وغير متجانسين، الأمر الذي قد يدفع الى التطرف والمواجهات. وينصح التقرير دبلوماسية اسبانيا بلعب دور بناء عندما تنضج الشروط بالدفع نحو حكم ذاتي متقدم جدا يلبي رغبات البوليساريو والمغرب.
وهذه الأطروحة التي بدأ يدافع عنها عدد من السياسيين والمسؤولين الإسبان وعلى رأسهم الرئيس السابق لحكومة الحكم الذاتي في جزر الكناري خيرونيمو سافيدرا ومدير المخابرات الإسبانية الأسبق خورخي ديسكايار الذي عمل سفيرا في الرباط حتى سنة 2000 علاوة على رئيس الحكومة السابق خوسي لويس رودريغيث سبتيرو.
وحاول سبتيرو تطبيق هذه الأطروحة سنة 2005 عندما اقترح مؤتمرا دوليا إقليميا يضم المغرب والجزائر وموريتانيا واسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة لبحث نزاع الصحراء على هامش الأمم المتحدة، وطالب المغرب بالإسراع في تطبيق الحكم الذاتي مقدمة لنجاح المبادرة. وفشل هذا المشروع بسبب تأخر المغرب في تطبيق الحكم الذاتي ورفض الجزائر والبوليساريو المؤتمر بدون حضور الأمم المتحدة.