أكدت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن “دولة قطر تعاني من مشكلات داخلية وأزمات خارجية عرقلت طموحها لتصبح قوة كبرى وفاعلة في منطقة الشرق الوسط، كما كان يحلم حكامها”.
وأوضح محلل شؤون الخليج في “بي بي سي” بيل لو في تقرير له، إن “أمير قطر الجديد تميم بن حمد بن خليفة، 33 عاما، يواجه حاليا مشكلات كبيرة، خاصة بعد أن تبدد حلمه هو وأبية في أن يصبحوا قوة إقليمية وعالمية مؤثرة”.
وقال التقرير “جاء دعم قطر للإسلاميين في بلاد الثورات العربية، تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، بنتائج عكسية، كما أدى إلى توتر العلاقات بينها وبين حلفائها في الغرب والخليج على حد سواء.”
وداخليا تزايدت مؤخرا حدة الأزمة بين النظام الحاكم وبعض التيارات المحافظة في البلاد، التي تعاني من غياب الحريات والديمقراطية، وبدأ المعارضين المحافظين في قطر يجاهرون بالمعارضة لما يرونه إهدارا لقيم البلاد، واستيرادا كاملا للثقافة والمؤسسات التعليمية الغربية.
ومن حسن حظ قطر أنه على الرغم من إهدار مليارات الدولارات لشراء النفوذ وتحقيق طموح السيطرة، وكذلك من أجل استضافة كأس العالم أيضا، إلا أن خزائن الأموال في الدولة الصغيرة مازالت مليئة. ومن المتوقع أن تبلغ فاتورة إقامة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، أكثر من 200 مليار دولار.
وهناك غضب أيضا من زيادة تدخل الشيخة موزة زوجة الأمير السابق ووالدة الأمير الحالي في شئون البلاد وإنفاق مليارات الدولارات على مؤسسة قطر، وهي بمثابة إمبراطورية ذات قوة ناعمة تهدف لتعزيز صورة قطر الدولية.
كما أشرفت الشيخة موزة وابنتها أيضًا على إنشاء متحف الفن الإسلامي الذي افتتح في 2008، والذي يضم أحد أكثر المجموعات الأثرية الفريدة على مستوى العالم.
ونظرا لهذا الغضب فقد قلصت قطر في سبتمبر الماضي من خدمات إذاعتها الطموحة التي تُبث باللغتين الإنجليزية والعربية.وبعدها بأربعة أشهر، سرّحت مؤسسة الدوحة للأفلام عشرات العمال وأرجأت افتتاح مهرجان “قمرة” السينمائي، الذي كان مقرر عقده في مارس من العام الجاري.
كما فشلت مشروعات قطر الزراعية التي كانت تهدف من وراءها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وضاعت مليارات الدولارات على برنامج الأمن الغذائي، وهو ما اضطر الحكومة لإلغائه.
واعتبر جيم كرين، الخبير في شؤون الطاقة بالخليج، برنامج الأمن الغذائي “قرارا خاطئا”، وقال إن “استثمار البرنامج في مجال الزراعة لم يكن له أي معنى”.
وأضاف كرين أن احتراق الغاز الطبيعي المستخدم في تشغيل محطات تحلية المياه، التي يمكنها توفير المياه اللازمة لري المحاصيل الزراعية في الصحراء، يزيد من انبعاثات الكربون الهائلة والموجودة بالفعل في قطر.
وتابع: “سيزيد الأمر من ارتباك قطر، خاصة أنها تحتل المركز الأول من حيث نصيب الفرد من الكربون في العالم”.