أسفرت الانتخابات التشريعية التي جرت في اسبانيا الأحد 10 نوفمبر عن صعود ملفت لليمين القومي المتطرف “فوكس” الذي احتل المركز الثالث بعد كل من الحزب الاشتراكي الفائز والحزب الشعبي ومتقدما عن أحزاب مثل بوديموس واسيودادانوس.
وهذه هي المرة الرابعة التي تشهد اسبانيا انتخابات تشريعية خلال أربع سنوات نتيجة غياب الاستقرار السياسي بعد نهاية القطبية السياسة التي شهدتها البلاد طيلة الأربعين سنة الأخيرة بين الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي.
وحصل الحزب الاشتراكي بزعامة رئيس الحكومة المؤقت بيدرو سانتيش على المركز الأول ب 120نائبا في البرلمان، حيث خسر ثلاثة مقاعد مقارنة مع انتخابات أبريل الماضي، وجاء الحزب الشعبي في المركز الثاني ب 88 مقعدا متقدما ب 24 عن الانتخابات السابقة، لكن المفاجأة الكبرى كانت في انتقال اليمين القومي المتطرف من المركز الخامس ب 24 مقعدا الى المركز الثالث ب 52 مقعدا، وحصل حزب بوديموس على 35 مقعدا متراجعا ب سبعة مقاعد، أما الخاسر الأكبر كان حزب اسيودانوس الذي حصل على عشرة مقاعد بينما كان في انتخابات أبريل الماضي ب 57 مقعدا، وأصبح الحزب الجمهوري الكتالاني، الذي يترشح فقط في كتالونيا، القوة الخامسة على صعيد اسبانيا ب 13 مقعدا.
وسيجد رئيس الحكومة المؤقت سانتيش صعوبة في تشكيل الحكومة، وكان في وضع مريح نسبيا في انتخابات أبريل الماضي لكنه فضل تكرار الانتخابات لتتعقد الأمور أكثر. وسيعتمد هذه المرة على حزب بوديموس وتأييد من الأحزاب القومية في كتالونيا وبلد الباسك.
ويبقى الرابح الأكبر في هذه الانتخابات هو حزب فوكس المتطرف بزعامة سانتياغو أباسكال، فقد نجح خلال انتخابات أبريل الماضي الحصول على 24 مقعدا، وبعد تكرار الانتخابات يوم الأحد 10 نوفمبر الجاري حصل على 52. واستطاع توظيف خطاب سياسي قوي يعتمد على مهاجمة المهاجرين وعلى استعادة التراث التاريخي المسيحي ومواجهة الحركات القومية الكتالانية والباسكية. وتجمع أنصار فوكس في عدد من المدن للتعبير عن فرحتهم بعدما أصبحوا القوة السياسية الثالثة في البلاد.