في ظل تقدم اليمين المتطرف، ائتلاف اليسار الحاكم قد يمنح الحق ل 740 ألف مهاجر مغربي التصويت في الانتخابات البلدية

رئيس الحكومة الإسبانية المؤقت بيدرو سانتيش وزعيم حزب بوديموس بابلو إغلسياس

من المحتمل قيام الحكومة الإسبانية المقبلة الترخيص للمهاجرين المقيمين في هذا البلد الأوروبي منذ خمس السنوات بالتصويت في الانتخابات البلدية المقبلة، وهذا من شأنه التخويل لأكثر من 740 ألف مغربي المشاركة في الانتخابات، مما بدأ يثير غضب اليمين سواء المحافظ أو القومي المتطرف الذي حقق قفزة سياسية مقلقة في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي.

وكان الحزب الاشتراكي الفائز في هذه الانتخابات قد تعهد في برنامجه الانتخابي أنه في حالة الفوز سيبدأ  في التشريع الخاص بالمشاركة السياسية للمهاجرين للتصويت في الانتخابات البلدية المقبلة دون انتظار اتفاقيات المثل مع أوطانهم الأصلية. ويصوت في الانتخابات البلدية حتى الآن مواطنو الاتحاد الأوروبي والدول التي وقعت مع اسبانيا اتفاقية مماثلة.

لكن يبدو أن الحزب الاشتراكي لن ينتظر اتفاقيات مماثلة مع بعض الدول وسيمر مباشرة الى التطبيق. ومن المنتظر ترجمة الحكومة المقبلة لهذا التعهد لسببين، الأول وهو أن الحزب الاشتراكي سيشكل الحكومة المقبلة مع حزب بوديموس اليساري، وهذا الأخير من أهم الأصوات في اسبانيا التي تطالب بضرورة إدماج المهاجرين سياسيا والمساح لهم بالمشاركة في الانتخابات. بينما يتجلى السبب الثاني في اعتقاد أحزاب اليسار أن مشاركة المهاجرين ضرورية في الوقت الراهن في ظل ارتفاع اليمين المتطرف.

وفي حالة تطبيق هذا التعهد، سيصبح من حق قرابة مليون ونصف مليون مهاجر يقيمون في اسبانيا الحق في التصويت في الانتخابات البلدية، وأكثر من النصف هم من المغاربة، أي سيصبح من حق 740 ألف مغربي الحق في التصويت في الانتخابات البلدية المرتقبة في ظرف ثلاثة سنوات. ومن شأن هذا المكسب أن يعزز مكانة المغاربة في الانتخابات البلدية، بل قد يصبحون حاسمين في بعض المدن الصغرى وفي بعض البلدات مثل حالة إقليمي ألمرية ومورسيا بل حتى إقليمي مدريد وكذلك برشلونة. وكان رئيس حكومة اسبانيا الأسبق خوسي لويس رودريغيث سبتيرو قد طرح هذا سنة 2006 لكن الرباط لم تستجب بتوقيع اتفاقية مماثلة للتصويت.

ويعارض اليمين المحافظ الممثل في الحزب الشعبي وكذلك اليمين القومي المتطرف مثل هذا القرار السياسي، ويشددان على اقتصار التصويت فقذ على الإسبان والأوروبيين. ويتخوف اليمين القومي الذي يمثله حزب فوكس من تطورات هذا القرار، لأن هذا الحزب الذي سجل في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي ارتفاعا مهولا وتحول الى القوة السياسية الثالثة يرى في ذلك ضربة موجهة له، وبعدما أصبح يتوفر على أكثر من خمسين مقعدا في البرلمان له الصلاحية في الطعن دستوريا في كل قرار حكومي مثل قرار مشاركة المهاجرين في الانتخابات.

ويبني حزب فوكس المتطرف جزء هام من خطابه السياسي على مواجهة المهاجرين ولاسيما الهجرة المغربية التي يعتبرها تهديدا لهوية اسبانيا المسيحية، ولهذا فاز في مناطق يقطنها المهاجرون.

Sign In

Reset Your Password