أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله يوم الخميس أمرا ملكيا بتعيين أخيه الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا لولي العهد مع استمراره نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء. وبينما يصفه مقربون من الامير طلال بكونه معتدل، وصفته في المقابل صحيفة ” التايمز البريطانية” بكونه إمتداد للخط المتشدد الذي تدير المملكة العربية السعودية به سياساتها داخلياً وخارجياً.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي نشرته وكالة الأنباء السعودية إن الأمير مقرن سيعين وليا للعهد في حال خلو ولاية العهد ويعين ملكا إذا خلا منصبا الملك وولي العهد في وقت واحد. وأضاف البيان “ويقتصر منصب ولي ولي العهد في البيعة على الحالتين المنوه عنهما في هذا البند”.
والأمير مقرن أصغر إخوة الملك عبد الله وشغل في السابق منصب رئيس المخابرات وتلقى في شبابه تدريبا في بريطانيا على قيادة الطائرات المقاتلة ويشغل حاليا منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء. وهو منصب جرت العادة بشكل غير رسمي على اعتبار من يشغله المرشح التالي للصعود إلى موقع ولاية العهد.
وتعطي هذه الخطوة تطمينات بشأن عملية التعاقب على الحكم في وقت تعتبر فيه المملكة نفسها واحة استقرار وسط أنواء تنازع وفوضى سياسية في أنحاء كثيرة في الشرق الأوسط.
ويرجح محللون أن يواصل الأمير مقرن نهج الإصلاح الاقتصادي الاجتماعي الحذر الذي بدأه الملك عبد الله.
وقال جمال خاشوقجي رئيس محطة تلفزيون إخبارية يملكها المليادير الوليد بن طلال بن عبد العزيز إن الأمير مقرن يقرأ الكتب ويحب الموسيقى والفن. وأعرب عن اعتقاده بأنه ينتمي للفرع الأكثر اعتدالا في مدرسة السياسة السعودية.
وبلغ العاهل السعودي عامه التسعين في السنة الماضية بينما بلغ ولي العهد الأمير سلمان 78 عاما. وبلغ عمر الأمير مقرن سبعين عاما في السنة الماضية.
وبموجب القوانين التي تحكم عملية التعاقب على الحكم والتي وضعها العاهل السعودي قبل عشرة أعوام فإن من حق الملك الجديد أن يختار خليفته من ضمن أسرة آل سعود الحاكمة ما دامت هيئة البيعة موافقة على اختياره.
وبحسب الأمر الملكي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية فقد وافق أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء هيئة البيعة على اختيار العاهل السعودي للأمير مقرن.
ولد الأمير مقرن عام 1943 وتخرج من الأكاديمية الملكية البريطانية لسلاح الجو وهو طيار حربي سابق. وكان أميرا لمنطقتي حائل والمدينة المنورة ومستشارا خاصا للملك عبد الله.
وبينما وأعر جمال خاشوقجي المقرب من الوليد بن طلال عن اعتقاده بأن الامير مقرن ينتمي للفرع الأكثر اعتدالا في مدرسة السياسة السعودية. كانت صحيفة ” التايمز البريطانية “اثناء تعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وهو منصب يفتح الباب ليعين صاحبه وليا للعهد عند وفاة الملك أو ولي العهد، قد علقت على ذلك بقولها” أن الأمير مقرن هو إمتداد للخط المتشدد الذي تدير المملكة العربية السعودية به سياساتها داخلياً وخارجياً ” ثم أضافت معلقة على ذلك التعيين قائلة “إنه امر يثير الإحباط بعد توقعات بإمكانية حدوث تغييرات جذرية في سياساتها (السعودية ) إذا أمسك تيار إصلاحي من الجيل الجديد بزمام الأمور بالمملكة.