على بعد شهر واحد من الانتخابات الرئاسية الجزائريةـ تتعاظم وتتناسل المشاكل في الجزائر بشكل غير مسبوق بعدما امتزجت مطالب السياسيين بالحقوقيين والجمعيات الاجتماعية والانتقادات الاثنية وتصبح البلاد “على فوهة بركان” قابل للإنفجار في أي وقت. ويجري كل هذا في ظل غياب مطلق للرجل الأول في الجزائر “عبد العزيز بوتفليقة”.
ويبدو أن مصدر المشاكل الكبرى في الوقت الراهن بعض مسؤولي المؤسسات العمومية. وإذا كانت الجزائر قد عاشت على إيقاع النزاع بين المخابرات ومؤسسة الرئاسة الشهر الماضي، فقد فجّر عبد المالك الوزير الأول الذي قدم استقالته الأسبوع الماضي للتفرع لحملة بوتفليقة أو “طوفان الغضب” كما كتبت اليوم جريدة الخبر المحلية بعدما انتقص من سكان الشاوية الجزائرية وقلل من قيمتهم في تصريحات.
وكتبت الخبر اليوم “تسبب تصريح عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، ضد الشاوية في نشوب فتنة في ولايات باتنة، أم البواقي وخنشلة، حيث خرج الآلاف منددين بما اعتبروه “قذفا وتقليلا من عظمة أهل المنطقة”، حيث سار المئات في شوارع باتنة حتى منزل الرئيس السابق اليامين زروال، فيما اضطرت مصالح الأمن في أم البواقي لإطلاق العيارات النارية والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مقري الدائرة وأمن عين فكرون، فيما طالب الخنشليون بمحاكمة سلال وحرمانه من أي منصب رسمي، وقالوا إنهم لن يكتفوا بمجرد الاعتذار”.
ولكن يبقى الطوفان السياسي والاجتماعي الخطير هو ما تشهده منطقة غرداية جنوب البلاد في أعقاب تجدد المواجهات الإثنية بين عرب مالكيين وأمازيغ أباضيين خلفت ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى وإحراق الممتلكات علاوة على النزوح. وهذه أول مرة تشهد المنطقة عملية نزوح حقيقية طيلة سنوات النزاع الأخيرة. وعقد الوزير الأول بالنيابة يوسف يسفي اجتماعا امتد الى 16 ساعة مع مختلف المعنيين بالنزاع، ولكن لم ينجح في تهدئة الأوضاع حتى الان.
وأعلنت السلطات الجزائرية عن فتح تحقيق لمعرفة نوعية السلاح الذي جرى استعماله ضد الضحايا. وتسود حالة من الهلع والخوف وسط سكان المناطق الخلفية لمواقع الاشتباكات لاسيما بالحاج مسعود، مليكة مرماد، سيدي اعباز، الثنية، بني يزڤن والعين، وهي مناطق كانت قد تحملت عبء المصادمات العنيفة بين شباب المالكية والإباظية طيلة 3 أشهر.
ولا تنتهي مشاكل الدولة الجزائرية، فقد نزل الى مختلف مدن البلاد متقاعدو الجيش وسلموا لائحة من المطالب الى القيادة العسكرية، وهددوا ي حالة عدم الاستجابة الى مطالبهم بإفساد الانتخابات الرئاسية. وهذه أول مرة ينزل فيها المتقاعدون الى الشارع بهذه القوة وبهذه المطالب المصحوبة بالتهديد.
ويستمر الجدل السياسي والتظاهرات في البلاد، ويتعاظم دور حركة “بركات” في مناهضة ترشح بوتفليقة الى الانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة.
وتجري كل هذه التطورات التي تجعل من الجزائر برميل بارود قابل للإنفجار في أي وقت وسط غياب تام لبوتفليقة رغم ترشحه.