عينت الحكومة الإسبانية سفيرا جديدا لها في الرباط وهو خوسي دي كاربخال، ولا ينتظر الكثير من هذا الدبلوماسي بحكم اقترابه من التقاعد، وقد يساهم في جمود دور سفارتي البلدين بعدما كانت كل من مدريد والرباط تعينان في الماضي أحسن دبلوماسييها أو ما يسمى بالسفراء السياسيين.
وجاء تعيين خوسي دي كاربخال في الاجتماع الوزاري ليوم الجمعة الماضية، وبهذا سيصبح سفيرا عوض ألبرتو نافارو الذي طبع مهامه الأخيرة بفضيحة مغتصب الأطفال دنييل غالفان.
وتحفظت بعض الأوساط الدبلوماسية الإسبانية على هذا التعيين، وعلمت ألف بوست من مصادر خبيرة بالعلاقات الثنائية في العاصمة مدريد أن السفير الجديد لا ينتظر منه تحقيق قفزة نوعية في العلاقات الثنائية بحكم أنه اقترب من التقاعد، حيث سيحال على التقاعد في ظرف أقل من سنتين. وفي الأعراف الدبلوماسية عندما تكون سفارة دولة مهمة يتم تعيين سفير يمتد عمله أربع سنوات وقابلة للتجديد لأنه يعمل وفق أجندة مسطرة بإحكام.
وفي الوقت ذاته، فقد شغل السفير الجديد منصب القنصل العام في طنجة حتى سنة 2011، ولم يترك انطباعا جيدا في العلاقات العامة مع فاعلي المدينة من سياسيين واقتصاديين. وهذا السفير يفضل العمل في الدول الغربية وليس في العالم العربي أو إفريقيا.
وتعلق المصادر الإسبانية لألف بوست “تعيين خوسي دي كاربخال هو بمثابة هدية له قبل تقاعده، اي يكمل مشاوره كسفير بعدما كان هذا من حقه منذ سنوات، ولكن هدية قد تصيب سلبا جودة العلاقات المغربية الإسبانية”.
وهذا التعيين قد يصيب السفارة بنوع من الخمول باستثناء إذا غير السفير من نهجه. ويبدو أن سفارتي البلدين لم تعد تلعبا دورا هاما. وتميز سفير المغرب في مدريد أحمد ولد سويلم بجمود حقيقي تسبب في انتقادات متعددة من بعض الدبلوماسيين الإسبان الذين تساءلوا عن السر في تفضيله البقاء في السفارة وتفادي تلبية دعوات سياسية واجتماعية.
وتاريخيا، كانت مدريد والرباط تعينان أحسن دبلوماسييها في منصب السفير، وكان يتولى المنصب في بعض الأحيان سياسيين مخضرمين أو ما يعرف “السفير السياسي”.
وفي ظل جمود سفارتي البلدين، تستمر معالجة العلاقات الثنائية على مستوى القصر المغربي والقصر الإسباني وئاسة الحكومة في مدريد.