بوليفيا تلجئ الى المحكمة الدولية ضد التشيلي لاستعادة شواطئها وتخوف من انتعاش النزاعات الحدودية في المنطقة

لوحة من معارك حرب الباسفيك

تعود إشكالية الحدود في أمريكا الجنوبية الى الواجهة بعدما عمدت بوليفيا الى رفع دعوى ضد التشيلي الى محكمة العدل الدولية مطالبة بمنفذ على المحيط الهادي، وهو المنفذ الذي فقدته في حرب الهادي منذ 140 سنة.

وتأسست دول أمريكا الجنوبية في العقود الأولى من القرن التاسع عشر بعد انهيار  الاستعمار الإسباني والبرتغالي للمنطقة، وهكذا ظهرت دول مثل التشيلي والأرجنتين والبرازيل وبوليفيا وكولومبيا وفنزويلا التي لم يكن لها وجود في الماضي بل كانت عبارة عن دول وإمبراطوريات انهارت بعد وصل الأوروبيين الى القارة.

وتعتبر بوليفيا من الدول التي خسرت الكثير من أراضيها في مواجهات مع التشيلي والأرجنتين. وتبقى أكبر ضربة تعرضت لها بوليفيا هي فقدانها لمنفذها على البحر وطوله 400 كلم و120 ألف كلم مربع في حرب الهادي مع التشيلي في السبعينات والثمانينات من القرن التاسع عشر، حيث وقعت تحت الضغط على اتفاقية نهائية سنة 1904.

لكن طيلة القرن العشرين وبداية الجاري، نشبت بين الحين والآخر  مواجهات دبلوماسية بين التشيلي وبوليفيا، حيث تصر الأخيرة على الحصول على منفذ على البحر الهادي لأنها لم تعد تمتلك أي نقطة شائطية، وهو ما أثّر على اقتصادها وتنميتها وجعلها من الدول الأكثر فقرا في القارة.

ويقدم الرئيس الحالي إيفو موراليس على تقديم دعوى الى محكمة العدل الدولية مطالبا بتحكيم دولي ضد التشيلي لإجبارها على تخصيص منفذ سياسي لبوليفيا على المحيط. وترفض التشيلي اللجوء الى المحكمة وتصر على عدم منح بوليفيا اي منفذ سيادي وإن كانت لا تستبعد تسهيلات للوصول الى الشاطئ من أجل التصدير والاستيراد.

وأكدت رئيسة التشيلي مشيل باشليت ليلة الاثنين الماضي رفضها الكلي لقرارات المحكمة الدولية، وتؤكد عدم الاعتراف بأي قرار صادر عن هذه المحكمة. وتدرك التشيلي أن المحكمة الدولية قد تحكم بإعادة جزء من الشواطئ الى بوليفيا بحكم أن بوليفيا رغم توقيعها على الاتفاقية المذكورة فكان ذلك تحت الضغط، ولم تصمت طيلة قرن ونصف على استعادة السيادة عليها.

ويتخوف قادة أمريكا الجنوبية من احتمال عودة النزاعات حول الحدود في جنوب القارة. وكانت حرب قد اندلعت في التسعينات بين البيرو والأكوادور وخلفت قتلى ومواجهات عنيفة. وهناك نزاعات أخرى صامتة بين الأرجنتين والتشيلي ونزاعات بحرية بين فنزويلا وكولومبيا.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password