أظهرت النتائج الأولية في عملية فرز الأصوات التي أعقبت انتخابات أمس في الجزائر تقدما واضحا للرئيس الجزائري المنقضية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، مما ضمن ولاية رابعة لرئيس مريض أدلى بصوته على كرسي متحرك و بمساعدة مرافقيه. وفي المقابل ندد علي بن فليس بالنتائج واتهم بوقوع تزوير شامل لاستمرار النظام على حد تعبيره. وعلى الرغم من ارتفاع نسبة التصويت في وقت لاحق وبلغت 51 في المائة إلا نها لم ترق إلى مستوى طموحات السلطة التي كانت تريد أن تجعل فوز بوتفليقة لاتشوبها شائبة ودون عقدة.
وأعلن مساعد بارز للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليل الخميس ان الزعيم الجزائري المريض حقق الفوز في الانتخابات بما يضمن له فترة رئاسية رابعة بعد 15 عاما في الحكم. وقالت وسائل الإعلام الجزائرية استنادا إلى التقديرات الأولية وإلى محاضر الفرز التي تمت على مستوى مراكز التصويت، فإن الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة استحوذ على النسبة الأكبر من أصوات الناخبين، وتقدم عن غريمه ومنافسه الأول علي بن فليس بنسبة كبيرة.
وكتبت صحيفة الشروق الجزائرية في عنوان بارز :” العهدة الرابعة تنتصر وبوتفليقة بالضربة القاضية” . فيما قالت وكالة الانباء الجزائرية : “الجزائريون صوتوا لصالح الأمن و الاستقرار”.
وبحسب خريطة التصويت التي بثتها الوكالة الجزائرية فإن نسبة التصويت الأكبر كانت في ولاية تندوف وبلغت 85 في المائة وأدناها في منطقة القبايل ولم تتجاوز 20في المائة. بينما كانت نسبة الإقبال على التصويت العام حسبما ذكرت الداخلية الجزائرةي هي 51.70 في ل المائة. ولم ترض هذه النسبة تطلعات السلطات التي كانت تبحث عن نسبة اكبر تغطي بها على ” مازق سياسي” حلقه ترشح بوتفليقه لاوية رابعة بعد أن انقضت ولايته ثم لظروفه الصحية التي تعيق اداء مهامه كرئيس للبلاد .وقالت صحيفة الخبر معلقة في هذا السياق: إن مؤشرات نسبة التصويت العامة ليست في مستوى طموح السلطة، وبعيدة عن النسبة المسجلة في استحقاق 2009. ” ولمحت إلى ان النسبة المنخفضة قد تخلق لدى بوتفليقة عقدة الشرعية كما جرى في انتخابات 1999،حينما خاض المنافسة بمفرده بعد انسحاب المترشحين الستة، وسعى الرئيس إلى استدراك ”الشرعية المنقوصة” في استفتاء الوئام المدني الذي نظمه في العام نفسه “.
من جهته رفض المرشح الذي كان يعتبر المنافس القوي لبوتفليقة والذي يعارض لكن من داخل قبة النظام السياسي الجزائري علي بن فليس نتائج الرئاسيات معتبرا الحصيلة التي آلت أوليا لبوتفليقة “اغتصابا لإرادة الشعب ” وقال:” سأعارض بكل ما أوتيت من قوة هذا الاعتداء الانتخابي وسوف استعمل كل الوسائل السياسية والسلمية كي يلعو الخيار السيد لشعبنا”.
وبدورها أبدت القوى المقاطعة للرئاسيات رفضها للنتائج ولنسبة التصويت،وقالت في تعليق لبعض قياديها “إن السلطة ضخمت نسبة المشاركة والانتخبابات فاقدة للمصداقية” . وقالت تلك القوى ايضا بأن سير الانتخابات، التي جرت أمس، والظروف التي أحاطت بها، أكد صواب موقف المقاطعة والتجاهل، و أثبتت ”هشاشة النظام القائم” الذي لجأ، حسبهم، إلى “تضخيم نسبة المشاركة”.
ي