بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر على قرار الدولة المغربية إغلاق الحدود في وجه المواطنين ومنعهم من حق العودة بسبب كورونا فيروس مشكلة الاستثناء في العالم، أصبحت الحصيلة المأسوية بين وفيات وإجهاض واحتجاجات وصورة غير لائقة بالوطن.
وعلى شاكلة دول العالم، أقدمت الدولة المغربية على إغلاق الحدود في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا بعدما تبين أنه قد يتفاقم نتيجة تنقل المهاجرين والسياح. وبينما سعت كل دول العالم الى توظيف إمكانياتها العسكرية والمدنية، تخلت عن إجلاء مواطنيها سواء من الدول القريبة مثل موريتانيا واسبانيا والجزائر أو من الدول البعيدة بل حتى من الأراضي المغربية المستعمرة مثل حالة سبتة ومليلية.
وبشكل محتشم، سارعت تحت ظروف وعوامل معينة منها وفاة مواطنة مغربية في مليلية الى ترحيل المغاربة العالقين في المدينتين المحتلتين، ثم الى إجلاء المغاربة في الأراضي الجزائرية بعد هفوة القنصل المغربي في وهران الذي طالب من المغاربة بالحكمة في مطالبهم لأنهم يوجدون فوق أرض العدو، بينما جاء في تعليق في شبكات التواصل الاجتماعي “طالما الجزائر أرض الأعداء، فلماذا التخلي لأكثر من شهرين عن المواطنين فيها بدون أدنى مساعدة أو حماية“.
وبعد قرابة ثلاثة أشهر، لم تنجح الدولة المغربية رغم توفر الوطن على الإمكانيات اللوجيستية على إجلاء المواطنين، وبقيت تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة “بالعودة القريبة جدا” وفق تصريحاته في البرلمان مجرد تصريحات بدون أدنى مفعول أو احترام للمواطن المغربي.
ومما يزيد من غضب الرأي العام هو نجاح كل دول الجوار في إجلاء مواطنيها. وعلى رأس هذه الدول تونس التي أعطت درسا في الدفاع عن مواطنيها من خلال توظيف الأسطول الجوي المدني والعسكري في إجلاء مواطنيها، والأرقام معبرة وبليغة، نجحت ما بين 15 مارس الى 30 مايو الماضي في إجلاء 25 ألف، 18 ألف منهم جوا ومنهم المئات من المغرب، وبدأت منذ السبت الماضي جولة جديدة لنقل آلاف الطلبة.
وبينما اهتمت كل دول العالم بمواطنيها العالقين، تخلت الدولة المغربية عن مواطنيها باستثناء تقديم مساعدات الإيواء لحوالي خمسة آلاف، وفق أرقام الوزارة، وبقي قرابة 25 ألف لحالهم. وأدى هذا الى وفيات في صفوف المغاربة في دول مثل بريطانيا وبلجيكا وفرنسا ومدينة مليلية، ثم إجهاض في صفوف النساء والتشرد للمئات. ويعد المغرب الدولة الوحيدة التي تظاهر مواطنوها أمام تمثيلياتها الدبلوماسية في الخارج وراسلوا الأمم المتحدة من أجل حق العودة.
ورغم بدء الكثير من الدول فتح حدودها لتنشيط السياحة، تستمر الدولة المغربية في سياسة الارتجال بدون إعلان تاريخ محدد لفتح الحدود. لتكون وفية هذه المرة لشعارها “استثناء الاستثناء في العالم“.