لا يقتصر تنفيذ التجسس الأمريكي فقط على المؤسسات الاستخباراتية العديدة بل يقوم نجوم كبار في هوليوود بالتجسس لصالح المخابرات الأمريكية. وتبقى أحد أهم عمليات التجسس التي نفذتها المخابرات الأمريكية في تاريخها قد تمت عبر هوليوود ويتعلق الأمر بعملية أرغو التي تحولت الى فيلم فاز السنة الماضية الأوسكار.
وجاء هذا التأكيد في كتاب من توقيع موظف جون ريزو عمل لمدة تفوق 34 سنة في الاستخبارات المركزية سي إي إيه ونشرت جريدة لوس أنخليس تايمز مقتطفات منه في نهاية الأسبوع الجاري.
ويقول الكتاب أن هوليوود اهتمت كثيرا بروايات التجسس وبرعت فيها، لكن الأمر يتعدى الاهتمام الفني الى ممارسة تجسس حقيقية يشارك فيها نجوم كبار ومشهورين جدا. ويضيف أن المخابرات الأمريكية اهتمت كثيرا بصناعة الثقافة والترفيه وربطت علاقات مع كبار المخرجين والمنتجين والممثلين.
ولا يقدم الكتاب أسماء معينة لأن القانون يمنع ذلك، ولكن المخابرات المركزية لم تنفي الخبر. وفي المقابل، يقدم لكتاب عدد من التفاصيل ومنها طلب المخابرات من منتجين ومخرجين أن يضموا الى فريق عملهم عملاء خاصة إذا كان التصوير سيجري في دول يصعب على سي إي إيه التحرك فيها.
وتولت المخابرات استقطاب فنانين لإنتاج أفلام وخاصة وثائقية لتوزيعها في العالم، كما استفادت من قدرة الكثير من النجوم الكبار الوصول الى شخصيات دولية لا يتمكن الدبلوماسيون الأمريكيون من مجالستها حيث يقدم هؤلاء النجوم لاحقا تقارير الى المخابرات عن لقاءاتهم.
ومن أهم وأنجح عمليات التجسس في تاريخ الولايات المتحدة، نفذتها المخابرات الأمريكية في إيران سنة 1979 عندما تسلل عميل تحت يافطة تصوير فيلم “أرغو” في إيران بعد نجاح الثورة واعتقال دبلوماسيين أمريكيين، وأقدم العميل على تهريب دبلوماسيين أمريكيين اختبئوا في منزل السفير الكندي في طهران. وحصل هذا الفيلم على جائزة الأوسكار السنة الماضية وهو من تمثيل وإخراج بين أفليك.
ويكشف الكتاب أن هناك وحدة داخل المخابرات الأمريكية تتولى ومنذ مدة طويلة العلاقة مع هوليوود وتتولى توجيه بعض الأعمال علاوة على استقطاب النجوم للعمل لمصلحة الولايات المتحدة.
وبمجرد نشر خبر الكتاب، بدأت شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة تتحدث عن بعض الممثلين الذين يعملون لصالح المخابرات.
ويأتي هذا الكتاب في وقت مازال العالم يعيش على فضائح التجسس الأمريكي على العالم التي كشف عنها موظف وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن الذي لجأ الى روسيا.